كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)
__________
يجبر به يعني يغبط به (ش) (وعن داود بن ناقد) قال قلت لعبيد الله بن عبيد كيف كان هذان الشيخان يعزيان؟ يعني ابن الزبير وعبد الله بن عمر، قال كانا يقولان أعقبك الله عقبي المتقين صلوات منه ورحمة جعلك من المهتدين واعقبك كما اعقب عباده الصالحين (ش) (وعن أبي خالد الوالبي) أن النبي صلى الله عليه وسلم عزى رجلا يرحمه الله ويأجرك (ش) (وعن الحسن) عن سمرة أنه كان إذا عزى مصابا قال اصبر لحكم الله ربك (الأحكام) أحاديث الباب تدل على مشروعية التعزية لأهل الميت؛ وأصل العزاء في اللغة الصبر الحسن، والتعزية التصبر وعزاه صبره؛ فكل ما يجلب للمصاب صبرا يقال له تعزية بأي لفظ كان، ويحصل به للمعزى الأجر المذكور في أحاديث الباب والأفضل أن يكون بالألفاظ الواردة، ومن أحسنها ما جاء في حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما من قوله صلى الله عليه وسلم "إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى- الحديث" قال صاحب المهذب ويستحب أن يعزي بتعزية الخضر عليه السلام أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم "قلت تقدم لفظه في الزوائد" قال ويستحب أن يدعو للميت فيقول أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك، وإن عزى كافرا بمسلم قال أحسن الله عزاءك وغفر لميتك وإن عزى كافرا بكافر قال أخلف الله عليك ولا نقص عددك أهـ "وقد اتفق العلماء على استحباب التعزية" قال النووي رحمه الله (قال الشافعي والأصحاب) يستحب أن يعزي جميع أهل الميت وأقاربه الكبار والصغار الرجال والنساء إلا أن تكون المراة شابة فلا يعزيها إلا محارمها، قالوا وتعزية الصلحاء والضعفاء عن احتمال المصيبة والصبيان آكد أهـ ج (واختلفوا في وقت التعزية) من حين يموت ويبقى إلى ثلاثة أيام بعد الدفن، والثلاثة على التقريب لا على التحديد، كذا قال الشيخ أبو محمد الجويني من أصحابنا (قال أصحابنا) وتكره التعزية بعد ثلاثة أيام، لأن التعزية لتسكين قلب المصاب، والغالب سكون قلبه بعد الثلاثة فلا يجدد له الحزن، هكذا قاله الجماهير من أصحابنا، وقال أبو العباس بن القاص من أصحابنا لا بأس بالتعزية بعد الثلاثة بل يبقى أبدا وإن طال الزمان، وحكى هذا إمام الحرمين ايضا عن بعض أصحابنا، والمختار أنها لا تفعل بعد ثلاثة أيام إلا في صورتين استثناهما أصحابنا أو جماعة منهم وهما إذا كان المغزى أو صاحب المصيبة غائبا حال الدفن، واتفق رجوعه بعد الثلاثة (قال