كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)
(8) باب ما جاء في باب وصول ثواب القريب المهداة إلى الموتى
(278) عن ابن عباس رضي الله عنهما أن سعد بن عبادة أخا بني ساعدة توفيت أمه وهو غائب عنها، فقال يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب عنها، فهل ينفعها إن تصدقت بشئ عنها؟ قال نعم قال فإني أشهدك أن حائطي المخرف وفي لفظ ال مخراف صدقة عليها
__________
في ذلك إلى أنه إذا عقرت راحلته عند قبره حشر في القيامة راكبا، ومن لم يعقر عنده حشر راجلا أهـ (قلت) كان ذلك في الجاهلية قبل الإسلام، فلما جاء الإسلام منعه ونهى عنه فلم يفعله الصحابة ولا التابعون ولا من السلف من صالحي الأمة، ولكن زين الشيظان لبعض الجهال ما كان عليه أهل الجاهلية فقلدوهم في ذلك ونحوه ونبذوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهورهم وتحملوا تبعة ذلك وتبعة من تبعهم إلى يوم القيامة فباءوا بالخزي والخذلان، وقد جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من سن سنة ضلال فاتبع عليها كان عليه مثل أوزارهم من غير أن ينقص من أوزارهم شئ، ومن سن سنة هدى فأتبع عليها كان له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شئ" رواه مسلم والأربعة والإمام أحمد، وتقدم في باب التحذير من الابتداع في الدين من كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة 15 صحيفة 193 في الجزء الأول نسأل الله تعالى التوفيق للعمل بكتابه واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
(278) عن ابن عباس (سنده) حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا أنا ابن جريج قال أخبرني يعلى أنه سمع عكرمة مولى ابن عباس يقول أنبأنا ابن عباس أن سعد بن عبادة "الحديث" (غريبه) (1) هو الأنصاري الخزرجي سيد الخزرج، وبنو ساعدة بطن من الخزرج شهير (2) هي عمرة بنت مسعود وقيل سعد بن قيس بن عمرو أنصارية خزرجية، ذكر ابن سعد انها أسلمت وبايعت وماتت سنة خمس من الهجرة وابنها غائب مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة دومة الجندل، قال فلما رجعوا جاء النبي صلى الله عليه وسلم فصلى على قبرها (قال الحافظ) وعلى هذا فهذا الحديث مرسل صحابي، لأن ابن عباس كان حينئذ مع أبويه بمكة، والذي يظهر سمعه من سعد بن عبادة (3) يعني ينفعها عند الله (4) الحائط البستان والمخرف بوزن مبر عطف بيان لحائط، اسم له أو وصف، أي المثمر (5) هذا اللفظ لابن بكر أحد الرواة "والمخراف" بوزن مفتاح المكان المثمر سمي بذلك لما يخرف منه أي يجني من الثمرة، تقول شجرة مخراف ومثمار، قاله الخطابي (تخريجه) (خ. د. نس. مذ)