كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

(279) عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وعلى لآله وصحبه وسلم إن أمي افتلتت نفسها، وأظنها لو تكلمت تصدقت فهل لها أجر أن أتصدق عنها؟ قال نعم

(280) حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا حجاج قال سمعت شعبة يحدث عن قتادة قال سمعت الحسن يحدث عن سعد بن عبادة رضي الله عنه أن أمه ماتت فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمي ماتت افأتصدق عنها؟ قال نعم، قال فأي الصدقة أفضل، قال سقى الماء قال فتلك سقاية آل سعد بالمدينة
__________
(279) عن عائشة (سنده) حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا يحيى قال أنا هشام قال أخبرني أبي قال أخبرتني عائشة أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه - الحديث" (غريبه) (1) هو سعد بن عبادة رضي الله عنه المتقدم ذكره في الحديث السابق ويؤيده الحديث الآتي بعده، وما رواه الإمام مالك في الموطأ عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل ابن سعيد بن سعد بن عبادة عن أبيه عن جده قال خرج سعد بن عبادة مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه وحضرت أمه الوفاة بالمدينة، فقيل لها أوصى، فقالت قيم أوصي، المال مال سعد، فتوفيت قبل أن يقدم سعد فذكر الحديث (2) بالفاء وضم التاء الفوقية أي ماتت بغتة وفجأة، والفلتة والإفتلات ما كان بغتة "وقوله نفسها" برفع السين ونصبها، هكذا ضبطوه وهما صحيحان؛ الرفع على مالم يسم فاعله، والنصب الثاني "وأما قوله أظنها لو تكلمت تصدقت" معناه لما علمه من حرصها على الخير أو لما علمه من رغبتها في الوصية، أفاده النووي (فإن قيل) يستفاد من هذا الحديث أنها ماتت بغتة ولم تتكلم، وفي حديث مالك الذي تقدم ذكره آنفا أنها تكلمت وقالت "فيم أوصي المال مال سعد" فكيف الجمع بينهما (فالجواب) ما قاله الحافظ وهو إن أمكن تأويل رواية الباب بأن المراد أنها لم تتكلم أي بالصدفة؛ ولو تكلمت لتصدقت أي فكيف أمضي ذلك، أو يحمل على أن سعدا ما عرف بما وقع منها فإن الذي روى هذا الكلام في الموطأ هو سعيد بن سعد بن عبادة أو ولده شرحبيل مرسلا فعلى التقديرين لم يتحد راوي الإثبات وراوي النفي فيمكن الجمع بينهما بذلك، والله أعلم (3) لفظ البخاري، قال نعم تصدق عنها (تخريجه) (ق. لك. وغيرهم)

(280) حدثنا عبدالله (غريبه) (4) فيه دليل على أن سقى الماء أفضل

الصفحة 98