كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-["حديث" اليد العليا خير من اليد السفلى - ومدح التعفف عن المسألة]-
ويد المعطي فوق يد المعطي وأسفل الأيدي يدا المعطي
(145) عن هشام (1) عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول اليد العليا خير من اليد السفلى، وليبدأ أحدكم بمن يعول (2) وخير الصدقة ما كان عن ظهر (3) ومن يستغن يغنه الله (4) ومن يستعف يعفه الله، فقلت ومنك يا رسول الله؟ (5) قال ومني، قال حكيم لا تكون يدي تحت يد رجل من العرب أبدًا
__________
يريد به التعزز بترك المسألة والتنزه عنها أهـ (تخريجه) (أخرج الطريق الأولى منه الشيخان، وغيرهما) وأخرج الطريق الثانية منه الطبراني في الكبير بسند صحيح
(145) عن هشام (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبى قال ثنا ابن نمير أنا هشام عن حكيم بن حزام قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الحديث (غريبة)
(1) هو ابن عروة بن الزبير بن العوام (3) لفظ البخاري وأبدًا بمن تعول، أي بمن يجب عليك نفقته، ومال الرجل أهله إذا ماتهم أي قام بما يحتاجون إليه من القوت والكسورة وغيرهما؛ وقد روي النسائي من طريق طارق المحاربي ولفظه "قدمنا المدينة فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قائم على المنبر يخطب الناس وهو يقول "يد المعطي العليا وأبدأ بمن تعول أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك" أي الأقرب فالأقرب وقد بينت هذه الرواية مراتب المستحقين، وفيها تقديم نفقة نفسه وعياله لأنها منحصرة فيه بخلاف نفقه غيرهم، وفيها الابتداء بالأهم في الأمور الشرعية (3) معناه أفضل الصدقة ما بقي صاحبها بعدها مستغنيًا بما بقي معه، وتقديره أفضل الصدقة بالنسبة إلى من تصدق بجميع ماله، لأن من تصدق بالجميع يندم غالبًا، أو قد يندم إذا احتاج ويود أنه لم يتصدق، بخلاف من بقي بعدها مستغنيًا فإنه لا يندم عليها بل يسر بها (4) هذه الجملة شرط وجزاء، ولعامة الجزم حذف الياء، أي من يطلب الغني من الله "ومن يستعف" من الاستعفاف وهو طلب العفة وهي الكف عن الحرام والسؤال من الناس، وقيل الاستعفاف الصبر والنزاهة عن الشيء "وقوله يعفه الله" بضم الياء التحتية من الأعفاف ومعناه يصّبره عفيفًا (5) أي وطالب الصدقة منك يا رسول الله يكون كذلك؟ فقال ومني (تخريجه) (ق. وغيرها) وللشيخين "فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحد بعدك شيئًا حتى أفارق الدنيا" الرزء الأخذ

الصفحة 101