كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[كلام العلماء في تفسير اليد العليا واليد السفلى]-
ولا تعجز عن نفسك
(148) عن أبن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اليد العليا خير من اليد السفلي، اليد العليا المنفقة، واليد السفلي السائلة
(149) عن أبى هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا صدقه
__________
وقد علمت ما فيه، فما في يدك أقرب مما في أيد الناس (تخريجه) (د. خز. ك) وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبي.
(148) عن ابن عمر 0 سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا عتاب ثنا عبد الله أنا موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر - الحديث" (غريبة) (1) هذه الجملة وهي قوله: "اليد العليا المنفقة واليد السفلي المعطية" تفسير من النبي (صلى الله عليه وسلم) وليس مدرجة في الحديث كما قال بعض العلماء، ويؤيد ذلك ما رواه البيهقي والأمام أحمد من حديث ابن مسعود وتقدم بلفظ "الأيدي ثلاثة، فيد الله العلاي، ويد المعطي التي تليها ويد السائل السفلي، وما رواه النسائي من حديث طارق المحاربي قال قدمنا المدين فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قائم على المنبر يخطب الناس وهو يقول "يد المعطي العليا" وما رواه الطبراني والإمام أحمد من حديث أبى رمنه بلفظ "يد المعطي العليا" وسيأتي في هذا الباب (قال الحافظ) أدعي أبو العباس الداني في أطراف الموطأ أن التفسير المذكور مدرج في الحديث ولم يذكر مستندًا لذلك، ثم وجدت في كتاب العسكري في الصحابة بإسناد له: فيه انقطاع عن ابن عمر أنه كتب إلى بشير بن مروان إلى سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: "اليد العليا خير من اليد السفلي" ولا أحسب اليد السفلي إلا السائلة ولا العليا إلا المعطية، فهذا يشعر بأن التفسير من كلام ابن عمر، ويؤيده ما رواه ابن أبى شيبة من طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال كنا نتحدث أن العليا هي المنفقة (وحكي الحافظ) أقوالاً كثيرة لبعض العلماء في تأويل هذا الحديث ثم قال، وكل هذه التأويلات المتعسفة تضمحل عند الأحاديث المتقدمة المصرحة بالمراد، فأوى ما فسر الحديث بالحديث، ومحصل ما في الآثار المتقدمة أن أعلى الأيدي المنفقة، ثم المتعففة عن الأخذ ثم الآخذة بغير سؤال، وأسفل الأيدي الحائلة والمانعة، والله أعلم أهـ (تخريجه) (ق. ر، وغيرهم).
(149) عن أبى هريرة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبى ثنا يعلى بن

الصفحة 103