كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[تقبيح المسألة وأن السائل يلقي الله تعالى وليس في وجهه قطعة لحم]-
عليه باب فقر (1) يأخذ الرجل خبله فيعمد إلى الجبل فيحتطب على ظهره فيأكل به خير له من أن يسأل الناس معطي أو ممنوعًا (2).
(152) عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه رضي الله عنهما قال قال رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم) لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلغي الله تبارك وتعالى وليس في وجهه مزعة (3) لحم.
(153) وعنه أيضًا قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول المسألة كدوح (4) في وجه صاحبها يوم القيامة، فمن شاء فليستبق على وجهه (5) وأهون المسائل مسألة ذوي الرحم (6) تسأله في حاجة، وخير المسألة (7) المسألة عن
__________
(1) هذا إذا كان يمكنه التكسب أو عنده ما يكفيه وسأل مختارًا إلا مضطرًا، وإليه الإشارة بقوله: "لا يفتح الإنسان على نفسه باب مسألة" أي باختياره (2) المعني أن ما يلحق الأنمان من الاحتطاب وحمل الحطب على ظهره من التعب الدنيوي خير له مما يلحقه بالسؤال من التعب والعذاب الأخروي بسبب السؤال، فعند الحاجة ينبغي له أن يختار الأول ويترك الثاني (تخريجه) (ق. لك. نس. مذ. جه)
(152) عن حمزة بن عبد الله (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبى أنا معمر عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) - الحديث (غريبة) (3) بضم الميم وسكون الزاي فعين مهملة أي قطعة يسيرة، وهذا يدل على قبح كثرة السؤال وأن كل مسألة تذهب من وجهه قطعة لحم حتى لا يبقي فيه شيء لقوله لا تزال (تخريجه) (ق. نس. وغيرهم).
(153) وعنه أيضًا (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبى ثنا أبو النضر ثنا اسحاق بن سعيد عن أبيه عن ابن عمر - الحديث" (غريبة) (4) بضم الكاف مثل خموش وخدوش وزنا ومعني، وكل أثر من خداش أو عض فهو كدح (5) أي فليقلل من المسائل؛ لأن كل مسألة تترك أثرًا وفي وجهه، أو يترك السؤال أصلاً ليبقي وجهة بلا أثر (6) يعني فإن كان ولا بد من السؤال فليسأل ذوي رحمه لأن له حقا عليهم ولأنهم أبعد عن المن من الأجنبي (7) هكذا بالأصل "وخير المسألة المسألة عن ظهر غني" ولعل

الصفحة 107