كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[من سأل لغير حاجة لم يبارك له فيما يأخذه وكان نارًا يكوي بها]-
يقول ذاك (1) أما والله إن أحدكم ليخرج مسألته (2) من عندي يتأبطها يعني تسكون تحت إبطه يعني نارًا (3) قال قال عمر يا رسول الله لم تعطيها إياهم؟ قال فما أصنع يأبون إلا ذاك (¬1) ويأبى الله لي البخل
(156) عن معاوية (بن أبى سفيان رضي الله عنهما) سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا تلحقوا في المسألة (5) فو الله لا يسألني أحد شيئًا (6) فتخرج له مسألته (7) فيبارك له فيها.
(157) وعنه أيضًا قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إنما أنا خازن (8)
__________
(غريبه) (1) أي ما يبدي ثناء، والظاهر أن هذا الرجل كان من المنافقين أو من الذين أسلموا طعمًا في المال ولم تستضي قلوبهم بنور الإيمان (2) أي الشيء الذي أخذه بسبب السؤال (3) أي لأنه سأل لغير حاجة (4) يعني إلا السؤال، ولو منعوا العطاء بسطوا ألسنتهم بالسوء ووصفوه (صلى الله عليه وسلم) بالبخل، والله عز وجل قد جيله على الجود والكرم (تخريجه) أورده الهيثمي بلفظه كما هناثم قال (وفي رواية) لقد أعطيته ما بني العشرة إلى المائة أو قال المائتين، رواه أحمد وأبو يعلي والبزار بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح أهـ (قلت) لعل هذه الرواية الأخيرة من مسند أبى يعلي أو البزار، والله أعلم.
(156) عن معاوية (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبى ثنا سفيان عن عمرو عن ابن منبه عن أخيه عن معاوية - الحديث) (غريبة) (5) قال النووي هكذا في بعض الأصول "في المسألة" بالفاء وفي بعضها بالباء وكلاهما صحيح؛ والألحاف الألحاح (6) أي من غير ضرورة الجأته لذلك (7) أي فيعطي ما سأل بغير طيب نس مني "ولفظ مسلم، فو الله لا يسألني أحد منكم شيئًا فتخرج له مسألته مني شيئًا وأنا له كاره فيبارك له فيما أعطيته" أي لا يبارك له فيه، لأن سأل تكثرا لا لحاجة (تخريجه) إم. نس. ك) وقال صحيح على شرطهما.
(157) وعنه أيضًا (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبى ثنا يحيي بن إسحاق أن أبا لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن ربعية بن يزيد عن عبد الله بن عامر اليحصبي قال سمعت معاوية بن أبى سفيان يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) - الحديث" (غريبة) (8) في رواية أخرى للإمام أحمد "إنما أنا قاسم" ومثلهما عند مسلم أيضًا (قال النووي) معناه أن

الصفحة 109