كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[من أعطي شيئًا بطيب نفس فإنه يبارك له فيه والعكس بالعكس]-
وإنما يعطى الله عز وجل، فمن أعطيته عطاء بطيب نفس فإنه يبارك له فيه، ومن أعطيته عطاء بشره (1) نفس وشره مسألة فهو كالذي يأكل فلا يشبع
(158) عن أبى هريرة رضي الله عنه عن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وصحبة وسلم) قال والله ما أوتيكم من شيء ولا أمتعكموه (3) إن أنا إلا خازن أصنع حيث أمرت.
(159) عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذه الدنيا خضرة حلوة، فمن آتيناه منها شيئًا بطيب نفس منا وطيب طعمه (3) ولا إشراه بورك له فيه، ومن اتيناه منها شيئًا بغير طيب نفس منا وغير طيب طعمه وإشراه منه لم يبارك له فيه.
__________
المعطى حقيقة هو الله تعالى؛ ولست أنا معطيًا وإنما أنا خازن على ما عندي ثم أقسم ما أمرت بقسمته على حسب ما أمرت به، فالأمور كلها بمشيئة الله تعالى وتقديره والإنسان مصرف مربوب أهـ (1) الشرة شده الحرص على الشيء (تخريجه) (م. وغيره)
(158) عن أبى هريرة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبى ثنا عبد الرازق ابن همام ثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) - الحديث" (غريبة) (2) المعني أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقسم بالله لطالبي الصدقة أنه لا يملك شيئًا منها فيعطيهم إياه ويمتعهم به، إنما هو خازن من قبل الله عز وجل يصنع فيها حيث أمره الله، وقد بين الله له المستحقين فلا يعطيها لغيرهم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده جيد.
(159) عن عائشة رضي الله عنها (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبى ثنا أسود ثنا شريك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة الحديث" (غريبة) (3) بضم الطاء وسكون العين المهملتين أي عطية زائدة على استحقاقه، يقال هذا الشيء طعمه إذا أعطاه زيادة على حظه أو أعطاه ما لا يعطي غيره "وقوله ولا إشراء" يعني من السائل وتقدم معني الشره وهو الحرص الشديد (تخريجه) (حب. بز) وسنده جيد

الصفحة 110