كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)
-[منقبة عظيمة لأبي سعيد الخدري رضي الله عنه في العفة]-
(فصل منه في التعفف عن المسألة وفضل ذلك)
(160) عن هلال بن حصن قال نزلت على أبى سعيد الخدري فضمني وإياه المجسن قال فحدث أنه أصبح ذات يوم وقد عصب على بطنه حجرًا من الجوع، فقالت له امرأته وأمه أئت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأسأله فقد أتاه فلان فسأله فأعطاه وأتاه فلان فسأله فأعطاه، قال فقلت حتى التمس شيئًا، قال فالتمست (1) فمل أجد شيئًا فأتيته وهو يخطب فأدركت من قوله وهو يقول، من أسعف يعفه الله، ومن أستغني يغنه الله، ومن سألنا إما أن نبدل له وإما أن نواسيه (3) ومن يستعف عنا أو يستغني أحب إلينا ممن يسألنا، قال فرجعت فما سألته شيئًا، فما زال الله عز وجل يرزقنا حتى ما أعلم في الأنصار أهل بيت أكثر أموالاً منا (3).
(161) وعنه أيضًا قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم) يقول من يتصبر بصبره الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يستعف يعفه
__________
(160) عن هلال بن حصن (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبى ثنا محمد ابن جعفر وحجاج قالا ثنا شعبة قال سمعت أبا حمزة يحدث عن هلال بن حص - الحديث" (غريبة) (1) رواية محمد بن جعفر (فالتمست فأتيته الخ) ورواية حجاج "فالتمست فلم أجد شيئًا فأتيته" وهي التي أثبتناها لأنها أثم، والمعني أنه طلب شيئًا من أنواع المكاسب يغنيه عن السؤال فلم يتيسير له، فأتى النبي (صلى الله عليه وسلم) كما في الحديث (2) شك أبو حمزة أحد الرواه هل قال نبذل له، أو قال نواسيه، والمعني واحد (3) هذا إنما حصل له ببركة التعفف عن المسألة والرضا بالفقر والصبر على الجوع، وهكذا يكون الإيمان رضي الله عنك يا أبا سعيد (تخريجه) (ش) وفيه هلال بن حصن لم أقف على من ترجمة وبقية رجال ثقات (161) وعنه أيضًا (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبى ثنا شعيب بن حرب ثنا هشام بن سعد ثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبى سعيد الخدري - الحديث"