كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[إهتمام النبي (صلى الله عليه وسلم) بالسؤال ومبايعة الصحابة على عدمه]-
(164) عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال دخلت على النبي (صلى الله عليه وسلم) في ستة نفر أو سبعة أو ثمانية، فقال لنا بايعوني (1) فقلت يا نبي الله قد بايعناك، قال بايعوني، فبايعناه، فأخذ علينا فيما أخذ على الناس (2) تم أتبع ذلك كلمة خفية فقال (3) فقال لا تسألوا الناس شيئًا.
(165) عن عبد الرحمن بن يزيد عن ثوبان (مولي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ورضي عنه) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من يتقبل (59) (وفي رواية من يتكفل)
__________
(164) عن عوف بن مالك الأشجعي (سنده) حّدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن ابى حبيب عن ربيعة بن لقيط عن عوف بن مالك الأشجعي - الحديث (غريبة) (1) أي عاهدوني على ما أذكره لكم من أركان الإيمان (لفظ مسلم وكنا حديث عهد ببيعة فقلنا يا رسول الله قد بايعناك، ثم قال إلا تبايعون رسول الله؟ ذكر ثلاثًا وهم يقولون قد بايعناك، وفي الثالثة قالوا قد بايعناك يا رسول الله؛ فعلام نبايعك؟ قال على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا والصلوات الخمس وتطيعوا وأسر كلمة خفية ولا تسألوا الناس شيئًا، فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحدًا يناوله إياه) والمعني أن النبي (صلى الله عليه وسلم) طلب منهم البيعة وكان قد بايعهم قبل ذلك ففهموا أنه نسي البيعة الأولى فذكروه بقوله قد بايعناك ولكنه (صلى الله عليه وسلم) لم ينس وإنما أراد مبايعتهم مرة أخرى، فلما علموا ذلك بسطوا أيديهم للبيعة كما في رواية أبى داود "قال فبسطنا أيدينا فبايعاه" (3) أي ما ذكرناه من رواية مسلم وهو قوله (صلى الله عليه وسلم) "أن تعبدوا الخ" وفي رواية أبى داود وتسمعوا وتطيعوا (3) يعني أنه قال بعد ذلك كلمة خافضًا به صوته لم يسمعها كل الحاضرين، وهي قوله (ولا تسألوا الناس شيئًا) والظاهر أن الحكمة في الأسرار بهذه الجملة أراده تخصيص بعضهم بها، لأن من الناس من لا بد له من السؤال لحاجة، ومنهم الغني عنه بماله أو بالتعفف والله أعلم (تخريجه) (م. د. نس. جه).
(165) عن عبد الرحمن بن يزيد (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبى ثنا وكيع ثنا أبن أبى ذئب عن محمد بن قيس عن عبد الرحمن بن يزيد عن ثوبان - الحديث" (غريبة) (4) من القبالة بالفتح أي الكفالة وهي في الأصل مصدر قبل إذا كفل

الصفحة 115