كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[جواز قبول العطية إذا كانت بغير سؤال ولا تطلع]-
فأقول أعطه أفقر مني (1) حتى أعطاني مرة مالاً فقلت أعطه أفقر مني، قال فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) خذه فتموله (2) وتصدق به، فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف (3) ولا سئل فخذه ومالاً (4) فلا تتبعه نفسك
(167) عن المطلب بن حنطب أن عبد الله بن عامر بعث إلى عائشة رضي الله عنها بنفقة وكسوة، فقالت للرسول إني يا بني لا أقبل من أحد شيئًا، فلما خرج قالت ردوه على فردوه، فقالت إني ذكرت شيئًا قاله لي رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم) قال يا عائشة من أعطاك عطاء بغير مسألة فاقبليه فإنما هو رزق عرض الله لك.
(186) عن القعقعاء بن حكيم أن عبد العزيز بن مروان كتب إلى
__________
قال عمر أعطه من هو أفقر مني لم يرض بذلك لأنه إنما أعطاه لمعني غير الفقير، قال ويؤيده في رواية شعيب (خذه فتمول) فل على أنه ليس من الصدقات (1) ظاهرة أن عمر رضي الله عنه لم يكن غنيًا، لأن صيغة أفعل تدل على الاشتراك في الأصل وهو الافتقار إلى المال، ولكن ظاهر أمره (صلى الله عليه) له بالأخذ إذا لم يكن مستشرفًا ولا سائلاً أنه لا فرق بني كونه غنيًا أو فقيرًا، وهكذا في قبول المال من غير السلطان لا فرق فيه بين الغني والفقير على ظاهر حديث خالد بن عدي الآتي آخر الباب (2) أي تملكه لتصير ذا مال، يقال مال الرجل وتمول إذا صار ذا مال "وقوله وتصدق به" أي إذا كان زائدًا عن كفايتك (3) من الأشراف بكسر الهمزة وسكون الشين المعجمة، وهو التعرض للشيء والحرص عليه، ومن قولهم أشرف على كذا إذا تطاول له، ومنه قيل للمكان المتطاول شرف (4) أي وما لا يكون كذلك بأن لا يجيء إليك وتميل نفسك إليك فلا تتبعه نفسك في الطلب واتركه (تخريجه) (ق. نس).
(167) عن المطلب بن حنطب (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبى ثنا منصور بن سلمة قال ثنا ليث عن يزيد بن الهاد عن عمرو عن المطلب بن حنطب- الحديث" (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد ورجاله ثقات إلا أن المطلب مدلس واختلف في سماعه من عائشة.
(186) عن القعقاع بن حكيم (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبي ثنا

الصفحة 118