كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)
-[إستحباب سؤال الصالحين إن كان ولا بد من السؤال]-
عبد الله بن عمر أن أرفع إلى حاجتك، قل فكتب إليه عبد الله بن عمر إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: أبدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلي وإني لأحسب اليد العليا المعطية واليد السفلي السائلة (1) وإني غير سائلك شيئًا، ولا راد رزقًا ساقه الله إلى منك.
(169) عن ابن الفراسي أن الفراسي (2) رضي الله عنه قال لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسأل؟ (3) قال النبي (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لا، وإن
__________
حماد بن مسعدة عن ابن عجلان وصفوان قال أنا ابن عجلان المعني عن القعقاع بن حكيم - الحديث) (غريبة) (1) احتج بهذه الجملة وهي قوله "وإني لأحسب اليد العليا المعطية والسفلي السائلة) من قال بأن ما جاء في حديث ابن عمر المتقدم في باب ما جاء في "اليد العليا واليد السفلي" رقم 148 صحيفة 103 من قوله "اليد العليا المنفقة اليد السائلة" مدرج من الراوي وقد حققنا هناك أنه من قول رسول الله (صلى الله علية وسلم)،ولا ينافيه قول ابن عمر هنا لاحتمال أنه قال قبل وقوفه على بيان النبي (صلى الله عليه وسلم)، والله أعلم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده جيد.
(169) عن ابن الفراسي (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبى ثنا قتيبة ابن سعيد قال أبو عبد الرحمن وكتب به إلى قتيبة بن سعيد كتبت إليك بخطي وختمت الكتاب بخاتمي ونقشه (الله ولي سعيد رحمه الله) وهو خاتم أبى ثنا ليث بن سعد عن جعفر ابن ربعية عن بكر بن سوادة عن مسلم بن مخشي عن ابن الفراسي- الحديث" (غريبة) (2) الفراسي بكسر الفاء وفتح الراء وكسر السين المهملة وتشديد الياء التحتية من بني فراس بن غنم بن مالك بن كنانة روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) هذا الحديث (قال النذري) وله في حديث آخر في ماء البحر" هو الطهور ماؤه الحل ميتته" كلاهما يرويه الليث ابن سعد، روي له أبو داود والنسائي وابن ماجه (3) بحذف همزة الاستفهام يعني أأسال الناس، فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) لا، أي لا تسأل الناس شيئًا من المال وتوكل على الله في كل حال "وإن كنت سائلاً لا بد" أي لا بد لك من السؤال ولا غني لك عنه "فاسأل الصالحين" أي القادرين على قضاء الحاجة القائمين بحقوق الله وحقوق العباد لأنهم أرحم الناس بعباد الله، وإذا أعطوا لا يمنوا وإذا سئلوا لا يردون السائل خائبًا وإن كان محتاجين إلى ما يعطونه