كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)
-[إعطاء من سأل بالله - وإجابة الداعي - ومكافأة صانع المعروف]-
(فصل منه في السؤال يوجه الله عز وجل)
(176) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم من استعاذ بالله فأعيذوه (1) ومن سألكم بوجه الله فأعطوه (2).
(177) عن أبن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم من أستعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم (وفي رواية ومن سألكم بوجه الله) فأعطوه (3) ومن دعاكم فأجيبوه (4) ومن أتي معروفًا (5) فكافئوه فإن لم تجدوا
__________
(176) عن ابن عباس (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا على بن عبد الله ثنا خالد بن الحارث ثنا سعيد عن قتادة عن أبي نهيك عن ابن عباس- الحديث" (غريبة) (19 أي من سأل منكم الإعادة مستغيثًا بالله فأعيذوه (قال الطيي) أي من استعاذ بكم وطلب منكم دفع شركم أو شر غيركم قائلاً بالله عليك أن تدفع عني شرك فأجيبوه وادفعوا عنه الشر تعظيمًا لاسم الله تعالى، فالتقدير من استعاذ منكم متوسلاً بالله مستعطفًا به (2) أي من طلب منكم شيئًا من خيري الدنيا والآخرة متوسلاً بالله تعالى فأعطوه ما سأله قدرم اجلالا لمن سألكم به، ومحله إذا كان السائل طائعًا صادقًا في مسألته، أما إذا كان فاسقًا يسأل ليستكثر ويستعين بذلك على المعاصي فلا يعطي مطلقًا (تخريجه) لم أقف عليه لغير الأمام أحمد من حديث ابن عباس. ويؤيده حديث ابن عمر الآتي بعده.
(177) عن ابن عمر (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عفاف ثنا أبو عوانة ثنا سليمان الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر- الحديث" (غريبة) (3) هذه الجملة والتي قبلها تقدم شرحهما في شرح الحديث السابق (4) أي وجوبًا إن كانت الدعوة لوليمة عرس أو لمعونة متعينة أن لم يكن ثم مانع شرعي أو منكر، وندبًا في غير ذلك (5) لفظ أبي داود "ومن صنع إليكم معروفًا" أي أحسن إليكم أحسانًا قوليًا أو فعليًا "فكافئوه" من المكافأة أي أحسنوا إليه مثل ما أحسن إليكم، لقوله تعالى: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} وقوله عز من قائل {وأحسن كما أحسن الله إليك}