كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[مكافأة صانع المعروف بالدعاء- وقصة الخضر عليه السلام مع السائل]-
ما تكافئونه (1) فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه
__________
(1) أي من المال ونحوه (فادعوا له) أي فكافئوه بالدعاء له وكرروا الدعاء حتى تعلموا أنكم قد أديتم حقه، وقد جاء في حديث عن أسامة بن زيد مرفوعًا "من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرًا فقد أبلغ في الثناء" رواه النسائي والترمذي وابن حبان وصححه الحافظ السيوطي، فينبغي لمن صنع إليه معروف من مال أو نحوه وعجز عن مكافأته بمثله فليقل له جزاك الله خيرًا عملاً بهذا الحديث، فإن قال ذلك وزاد أدعية أخرى فقد زاد في عمل الخير، وكانت عائشة رضي الله عنها إذا دعا لها السائل تجيبه بمثل دعائه ثم تعطيه الصدقة، فقيل لها تعطين المال وتدعين؟ فقالت لو لم أدع له لكان حقه بالدعاء لى على أكثر من حقي عليه بالصدقة فأدعوا له له بمثل دعائه لي حتى أكافئ دعاءه وتخلص لي الصدقة رضي الله عنها (تخريجه) (د. نس. حب. ك) وقال حديث صحيح على شرط الشيخين (قلت) وأقره الذهبي، وقال النووي حديث صحيح رواه أبو داود والنسائي بإسناد الصحيحين، وفي رواية للبيهقي فأثنوا عليه بدل فادعوا له (زوائد الباب) (عن أبي أمامة) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أحدئكم عن الخضر عليه السلام، قالوا لي يا رسول الله؛ قال بينما هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل أبصره رجل مكاتب فقال تصدق على بارك الله فيك، فقال الخضر عليه السلام آمنت بالله ما شاء الله من أمر يكون، ما عندي شيء أعطيكم، فقال المسكين أسألك بوجه الله لما تصدقت على فأني نظرت السماحة في وجهك ورجوت البركة عندك، فقال الخضر آمنت بالله ما عندي شيء أعطيكه إلا أن تأخذني فتبيعني، فقال المسكين وهل تستطيع هذا؟ قال نعم. أقول لقد سألنني بأمر عظيم، أما أني لا أخيبك بوجه ربي. يعني قال فقدمه إلى السوق فباعه بأربعمائة درهم، فمكث عند المشترى زمانًا لا يستعمله في شيء، فقال له إنك إنما اشتريتني التماس خير عندي فأوصني بعمل، قال أكره أن أشق عليك أنك شيخ كبير ضعيف، قال ليس تشق على، قال قم فانقل هذه الحجارة وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم، فخرج في بعض حاجته ثم انصرف وقد نقل الحجارة في ساعة، قال أحسنت وأجملت وأطلقت ما لم أرك تطيقه، قال ثم عرض للرجل سفر، قال إني أحسبك أمينًا فاخلفني في أهلي خلافة حسنة، قال وأوصني بعمل، قال إني أكره أن أشق عليك، قال ليس تشق على، قال فاضرب من اللبن لبيتي حتى أقدم عليك، قال فمر الرجل لسفره قال فرجع الجل وقد شيد بناؤه، قال أسألك بوجه الله ما سببك وما أمرك. قال سألني بوجه الله ووجه الله أوقعني في العبودية، فقال الخضر

الصفحة 127