كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[كراهة مشترى المتصدق ما تصدق به]-
في سبيل الله عز وجل فرآها أو (1) بعض نتاجها يباع فأراد شراءه، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أتركها توافك (2) أو تلقها جميعًا وقال مرتين، فنهاه وقال لا تشتره (3) ولا تعد في صدقتك (وعنه أيضًا من طريق) (4) عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال حملت على فرس في سبيل الله فأضعه (5) صاحبه فأردت أن أتباعه وظننت أنه بائعه برخص (6) فقلت حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا تبتعه وإن أعطاكه بدرهم (7) فإن الذي يعود
__________
أفراس بحذفها للأناث. ويقع على التركي والعربي (قال ابن الأنباري) وربما بنوا الأنثى على الذكر فقالوا فيها فرسة، وحكاه يونس سماعاً عن أيوب. كذا في المصباح (1) أو للشك من الراوي يعني أن الراوي يشك هل رأى عمر رضي الله عنه الفرس نفسها التي تصدق بها أو رأى بعض ما أنتجته من الأفراس، وقد جاء في الطريق الثانية في حديث ابن عمر الآتي بعد هذا أنها هي التي تصدق بها من غير شك (2) أي أتركها بلا شراء يوافك أجرها يوم القيامة أو تلقى أجرها وأجر ما أنتجته يوم القيامة (3) بلا ياء قبل الهاء مجزوم بلا الناهية. وفي قوله "ولا تعد في صدقتك" دلالة على أنه تمليك، ولو كان لقال في رفقك أو حبسك؛ وسمى الشراء عودا في الصدقة لأن العادة جرت بالمسامحة من البائع في مثل ذلك للمشترى فأطلق على القدر الذي يسامح به رجوعًا. والله أعلم (4) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر ابن الخطاب الخ (5) أي لم يحسن القيام عليه وقصر في مؤنته وخدمته، وقيل لم يعرف مقداره فأراد بيعه بدون قيمته، وقيل معناه استعمله في غير ما جعل له والأول أظهر ويدل له رواية مسلم من طريق روح بن القاسم عن زيد بن أسلم "فوجده قد أضاعه وكان قليل المال" فأشار إلى علة ذلك وإلى عذره في إرادة بيعه، وقال الباجي أي لم يحسن القيام عليه، وهذا يبعد في حق الصحابة إلا لعذر، أو صبره ضائعًا من الهزال لفرط مباشرة الجهاد والأتعاب له فيه. والله أعلم (6) بضم الراء مصدر رخص السع وأرخصه الله فهو رخيص (7) هذه مبالغة في رخصة وهو الحامل له على شرائه، ويستفاد منه أيضًا أن البائع ملكه ولو كان وقفًا كما قيل وجاز له بيعه لأنه لا ينفع فيما حبس عليه لما كان له بيعه إلا بالقيمة الوافرة. ولا كان له أن يسامح منها بشيء، ولو كان المشترى هو المحبس

الصفحة 130