كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[حجة القائلين بنسخ فرضية زكاة الفطر والصواب عدم النسخ]-
(184) عن أبي عمار قال سألت قيس بن سعدٍ رضي الله عنه عن صدقة الفطر فقال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تنزل الزكاة (1) ثم نزلت الزكاة فلم ننه عنها ولم نؤمر بها ونحن نفعله، وسألته عن صوم عاشوراء، فقال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قبل أن ينزل رمضان (2) ثم نزل رمضان فلم نؤمر به ولم ننه عنه ونحن نفعله
__________
(184) عن أبي عمار (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون أنبأنا سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن القاسم بن مخيمرة عن أبي عمار - الحديث" وروى الشق الأول منه الأمام أحمد أيضا من طريق وكيع عن سفيان بهذا السند (غريبه) (1) أي قبل نزول فرضيتها (2) أي قبل أن ينزل افتراض صوم رمضان (تخريجه) (تس) وسنده جيد، ورواه النسائي من طريقين أحدهما عن وكيع عن سفيان بسند حديث الباب، والثاني من طريق شعبة عن الحكم بن عتيبة عن القاسم بن مخيمرة عن عمرو بن شرحبيل عن قيس بن سعد بن عبادة - الحديث" وفي كلا الطريقين اقتصر على الشق الأول الخاص بصدقة الفطر، ثم قال في آخره أبو عمار اسمه عريب بن حميد، وعمرو بن شرحبيل يكنى أبا ميسرة، وسلمة بن كهيل خالف الحكم في إسناده، والحكم أثبت من سلمة بن كهيل (الأحكام) في حديث ابن عمر دلالة على أن صدقة الفطر من الفرائض وقد نقل ابن المنذر وغيره الأجماع على ذلك، ولكن الحنفية يقولون بالوجوب دون الفرضية على قاعدتهم في التفرقة بين الفرض والواجب. قالوا إذ لا دليل قاطع تثبت به الفرضية (قال الحافظ) وفي نقل الاجماع مع ذلك نظر لأن إبراهيم بن علية وأبا بكر بن كيسان الأصم قالا إن وجوبها نسخ. واستدل لهما بما روى النسائي وغيره (قلت والأمام أحمد وهو الحديث الثاني من أحاديث الباب) عن قيس بن سعد بن عبادة قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدقة الفطر قبل أن تنزل الزكاة فلما نزلت الزكاة لم يأمرنا ولم ينهنا ونحن نفعله، وتعقب بأن في إسناده مجهولا "هكذا قال الحافظ" ولست أدرى من المجهول فكل رجاله عند الأمام أحمد والنسائي معلومون ثقات، قال وعلى تقدير الصحة فلا دليل فيه على النسخ لاحتمال الاكتفاء بالأمر الأول، لأن نزول فرض لا يوجب سقوط فرض آخر (ونقل المالكية) عن أشهب أنها سنة مؤكدة وهو قول بعض أهل الظاهر وابن اللبان من الشافعية وأولو قوله فرض في الحديث بمعنى قدر (قال ابن دقيق العيد) هو أصله في اللغة

الصفحة 136