كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)
-[الصدقة تلجم الشياطين وتكفهم عن الوسوسة]-
بعده من غير أن ينتقص من أوزارهم شاءٌ
(194) عن ابن بريدة عن أبيه (بريدة الأسلمىِّ) رضي الله عنه قال قال رسول الله صلَّى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم ما يخرج رجلٌ شيئًا من الصَّدقة (1) حتَّى يفكَّ عنها لحي (2) سبعين شيطانًا
(195) عن عديِّ بن حاتم الطَّائىِّ رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحدٍ إلَّا سيكلِّمه ربُّه عزَّ وجلَّ ليس بينه وبينه ترجمان (3) فينظر عمَّن أيمن منه (4) فلا يرى إلَّا شيئًا قدَّمه، وينظر عمَّن أشأم منه (5)
__________
للباديء بهذا الخير والفاتح لباب هذا الأحسان رضى الله عنه (تخريجه) (م. نس. وغيرهما)
(194) عن ابن بريدة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن ابن بريدة عن أبيه قال أبو معاوية ولا اراه سمعه منه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يخرج رجل- الحديث" (غريبه) (1) أى يبتغى بذلك وجه الله تعالى (2) اللحى بفتح اللام وسكون الحاء المهملة عظم الحنك، وهو الذى عليه الأسنان، وهو من الأنسان حيث ينبت الشعر وهو أعلى وأسفل، وجمعه ألحٍ ولحىٌّ "وقوله سبعين شيطانا" المراد من السبعين التكثير، والمعنى أن كل إنسان له شياطين كثيرة تمنعه عن سبل الخير وتوسوس له بتحسين ذلك؛ لأن الشيطان عدو الأنسان بنص القرآن لا يريد له الخير، والصدقة من الأعمال الخيرية التى تقرب العبد من ربه؛ فاذا تفطن الأنسان لهذا وخالف الشياطين وتصدق فكأنه أمسك لحاهم وفسخها فلا يقدرون على الكلام والوسوسة؛ فهو كناية عن قهرهم وغلبتهم والله أعلم (تخريجه) أورده المنذرى وقال رواه أحمد والبزار والطبرانى وابن خزيمة فى صحيحه وتردد فى سماع الأعمش من بريدة، رواه الحاكم والبيهقى. وقال الحاكم صحيح على شرطهما، ورواه البيهقى أيضا عن أبى ذر موقوفا عليه "قال ما خرجت صدقة حتى يفك عنها لحى سبعين شيطانا كلهم ينهى عنها
(195) عن عدى بن حاتم (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع وأبو معاوية المعنى قالا ثنا الأعمش عن خيثمة عن عدى بن حاتم الطائى- الحديث" (غريبه) (3) هو بفتح التاء وضمها وهو المعبر عن لسان بلسان (4) أى فينظر ليرى أحدا عن يمينه يستعين به فى هذا الموقف الحرج (5) أى ينظر ليرى أحدا عن شماله