كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[الصدقة تنجي صاحبها من النار ولو بشق تمرة]-
فلا يرى إلَّا شيئًا قدَّمه، وينظر أمامه فتستقبله النَّار، فمن استطاع منكم أن يتَّقى النَّار ولو بشقِّ تمرةٍ (1) فليفعل (وعنه من طريقٍ ثانٍ) (2) عن النبَّيِّ صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم من استطاع منكم أن يتَّقى النَّار فليتصدَّق ولو بشقِّ تمرةٍ، فمن لم يجد فبكلمةٍ طيِّبةٍ (3)
(196) عن يزيد بن حبيبٍ أنَّ أبا الخير (4) حدَّثه أنَّه سمع عقبة بن عامرٍ رضى الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلُّ امراءٍ فى ظلِّ صدقته (5) حتَّى يفصل بين النَّاس أو قال يحكم بين النَّاس، قال يزيد وكان أبو الخير لا يخطئه يومٌ إلَّا تصدَّق فيه (6) بشاءٍ ولو كعكةً (7) أو بصلةً أو كذا
__________
كذلك (1) شق التمرة بكسر الشين نصفها وجانبها وفيه الحث على الصدقة وانه لا يمتنع منها لقلتها، وأن قليلها سبب للنجاة من النار (2) (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع ثنا سعدان الجهنى عن ابن خليفة الطائى عن عدى بن حاتم عن النبى صلى الله عليه وسلم- الحديث" (3) الكلمة الطيبة هى التى فيها تطييب قلب انسان اذا كانت مباحة أو طاعة تكون سببا للنجاة من النار وفضل الله واسع (تخريجه) (ق. وغيرهما)
(196) عن يزيد بن حبيب (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا على ابن اسحاق أنا عبد الله بن مبارك أنا حرملة بن عمران أنه سمع يزيد بن أبى حبيب يحدث أن أبا الخير حدثه- الحديث" (غريبه) (4) اسمه مرثد بن عبد الله كما فى الطريق الثانية وأبو الخير كنيته (5) كناية عن اكرام الله عز وجل لعبده المتصدق فى الموقف إلى أن يفصل بين الناس، ويحتمل أن يجسم الله تعالى الصدقة ويجعل لها ظلا يستظل به صاحبها من حر الشمس فى الموقف حتى يفصل بين الناس. والله أعلم (6) يريد أنه كان محافظا على الصدقة كل يوم لا يتركها يوما واحدا (7) الكعك قال فى القاموس خبز معروف فارسى معرّب اهـ (قلت) ربما كانت الكعكة فى زمانهم تعد من الشاء الحقير بدليل قوله "أو بصلة أو كذا" يعنى من الشاء الحقير، أما فى زماننا فالكعك يعتنى بشأنه فى الأدام ويكون من أجود الدقيق، لهذا تجد قيمة الكعكة الواحدة تزيد عن قيمة الرغيف الذى يشبع الرجل وهذا فى القطر المصرى، ولا نعلم قيمة الكعكة فى الأقطار الأخرى فربما كانت زهيدة

الصفحة 156