كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)
-[دعاء الملائكة بالخلف للمنفق وبالتلف للممسك]-
على الكفاف وابدأ بمن تعول واليد العليا خيرٌ من اليد السُّفلى
(199) وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مثله
(200) وعنه أيضًا أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنَّ ملكًا ببابٍ من أبواب السَّماء يقول من يقرض اليوم يجزى غدًا (1) وملكا ببابٍ آخر يقول اللَّهمَّ أعط منفقًا خلفًا (2) وعجِّل لممسكٍ تلفًا
__________
وحاجة عيالك فهو خير لك لبقاء ثوابه، وإن أمسكته فهو شر لك لأنه إن أمسك عن الواجب استحق العقاب عليه، وإن أمسك عن المندوب فقد نقص ثوابه وفوت مصلحة نفسه فى آخرته وهذا كله شر "ومعنى لا تلام على الكفاف" أنّ قدر الحاجة لا لوم على صاحبه، وهذا اذا لم يتوجه فى الكفاف حق شرعى كمن كان له نصاب زكوى ووجبت الزكاة بشروطها وهو محتاج إلى ذلك النصاب لكفافه وجب عليه إخراج الزكاة، ويحصّل كفايته من جهة مباحة "ومعنى ابدأ بمن تعول" أن العيال والقرابة أحق من الأجانب اهـ (تخريجه) (م. مذ. هق)
(199) عن أبى هريرة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا زيد بن يحيى الدمشقى ثنا عبد الله بن العلاء بن زبر قال سمعت القاسم مولى يزيد يقول حدثنى أبو هريرة أنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم قال ان الله عز وجل يقول يا ابن آدم ان تعط الفضل فهو خير لك، وإن تمسكه فهو شر لك، وابدأ بمن تعول ولا يلوم الله على الكفاف واليد العليا خير من اليد السفلى (تخريجه) لم أقف عليه من حديث أبى هريرة لغير الأمام أحمد ويؤيده حديث أبى أمامة المذكور قبله فهو بمعناه
(200) وعنه أيضا (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبي قال حدثنا بهز وعفان قالا ثنا حماد بن سلمة عن اسحاق بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى عمرة عن أبى هريرة- الحديث" (غريبه) (1) يعنى من ينفق من ماله اليوم فى سبل الخير وأعمال البر يكافئه الله يوم القيامة ويجازيه بأكثر مما أنفق. قال تعالى {من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة} وقال أيضا {وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا} (2) قال العلماء هذا فى الأنفاق فى الطاعات ومكارم الأخلاق وعلى العيال والضيفان والصدقات ونحو ذلك، بحيث لا يذم ولا يسمى سرفا، والأمساك المذموم فى قوله "وعجل لممسك تلفا" هو الأمساك عن هذا. والله أعلم (تخريجه) أخرجه مسلم، ولفظه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم