كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[هلاك أصحاب الأموال إن لم يتصدقوا منها]-
لو جئت بها بالأمس قبلتها، وأمَّا الآن فلا حاجة لى فيها فلا يجد من يقبلها (1)
(204) عن أبى هريرة رضى الله عنه قال كنت أمشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى نخل بعض أهل المدينة، فقال يا أبا هريرة هلك المكثرون (2) إلَّا من قال هكذا وهكذا وهكذا ثلاث مرَّاتٍ حثى بكفِّه عن يمينه وعن يساره وبين يديه، وقليلٌ ما هم
(205) عن عبد الله (بن مسعود) رضى الله عنه قال قال رسول الله
__________
(1) فيه الحث على الصدقة والمبادرة بها واغتنام إمكانها قبل تعذرها، وهذا مستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم تصدقوا فيوشك الرجل الخ (تخريجه) (ق. نس. طب)
(204) عن أبى هريرة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرزاق انا معمر عن أبى اسحاق عن كميل بن زياد عن أبي هريرة- الحديث" (غريبه) (2) هم أصحاب الأموال الزائدة على حاجاتهم ولا ينفقون منها فى سبل الخير فهؤلاء من الهالكين؛ أما من كان ذا مال ينفق منه فى سبل الخير. هذا لفقير. وهذا لبناء مسجد. وهذا لأعانة مجاهد فى سبيل الله ونحو ذلك. واليه الأشارة بقوله صلى الله عليه وسلم هكذا وهكذا وهكذا يعنى ينفق ماله فى أمور متعددة من أنواع الخير. فهؤلاء عند الله ناجون مأجورون ولكنهم قليلون (تخريجه) (جه. عل) وسنده جيد، ورواه الطبرانى فى الكبير عن عبد الرحمن ابن أبزى، وعبد بن حميد عن أبى سعيد. وليس هذا آخر الحديث عند الأمام أحمد بل فيه بعد قوله "وقليل ما هم" ثم مشى ساعة فقال يا أبا هريرة ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ فقلت بلى يا رسول الله، قال قل لا حول ولا قوة إلا بالله ولا ملجأ من الله إلا اليه، ثم مشى ساعة فقال يا أبا هريرة هل تدرى ما حق الناس على الله وما حق الله على الناس؟ قلت الله ورسوله أعلم، قال فان حق الله على الناس أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، فاذا فعلوا ذلك فحق عليه أن لا يعذبهم" وقد تقدم هذا القسم الخاص بحق الله على الناس فى الباب الأول من كتاب التوحيد رقم 6 صحيفة 37 من الجزء الأول، وسيأتى القسم الخاص بلا حول ولا قوة الا بالله فى كتاب الأذكار ان شاء الله تعالى
(205) عن عبد الله بن مسعود (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن ابراهيم التيمى عن الحارث بن سويد عن عبد الله- الحديث"

الصفحة 160