كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)
-[(حديث) خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى]-
كذا وقد كان (وفى لفظٍ) ألا وقد كان لفلانٍ
(210) حدّثنا عبد الله حدَّثنى أبى ثنا عبد الرَّزَّاق ثنا معمرٌ عن أيُّوب عن ابن سيرين عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الصَّدقة ما كان عن ظهر غنًى (1) وابدأ بمن تعول، واليد العليا خيرٌ من اليد السُّفلى (قلت) لأيُّوب (2) ما عن ظهر غنًى، قال عن فضل غناك (ومن طريقٍ ثانٍ) (3) عن أبى صالحٍ عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم قال خير الصَّدقة ما كان عن ظهر غنًى، واليد العليا خيرٌ
__________
أو بالنصب عطفًا على أن تصدق، أو بالرفع على الاستئناف، أى لا تمهل الصدقة وتسوف فى إعطائها (حتى إذا كانت) الروح (بالحلقوم) بضم الحاء المهملة مجرى النفس عند الغرغرة "قلت لفلان كذا ولفلان كذا" كناية عن الموصى له والموصى به فيهما "وقد كان" أى لفلان كما فى لفظ آخر للأمام أحمد "ألا وقد كان لفلان" أى وقد صار ما أوصى به للوارث فيبطله ان شاء إذا زاد على الثلث أو أوصى به لوارث آخر (والمعنى) أن أفضل الصدقة أن تتصدق فى حال حياتك وصحتك مع احتياجك اليه واختصاصك به، لا فى حال سقمك وسياق موتك، لأن المال حينئذ خرج عنك وتعلق بغيرك (وقال الخطابي) فيه دليل على أن المرض يقصر يد المالك عن بعض ملكه؛ وأن سخاوته بالمال فى مرضه لا تمحوا عنه سمة البخل، ولذلك شرط أن يكون صحيح البدن شحيحا بالمال يجد له وقعا فى قلبه لما يأمله من طول العمر ويخاف من حدوث الفقر، قال والاسمان الأولان كناية عن الموصى له والموصى به والثالث عن الوارث يريد أنه إذا صار للوارث، فانه ان شاء أبطله ولم يجزه. اهـ (تخريجه) (ق. نس)
(210) حدّثنا عبد الله (غريبه) (1) أى أفضل الصدقة ما وقع بعد القيام بحقوق النفس والعيال بحيث لا يصير المتصدق محتاجا بعد صدقته إلى أحد، وهذا معنى قوله "وابدأ بمن تعول" يعنى بمن تلزمك نفقته شرعا (2) القائل هو معمر الراوى عن أيوب "ما عن ظهر غنى" يعنى ما معنى عن ظهر غنى؟ فقال "عن فضل غناك" يعنى مما فضل عن ما يغنيك (3) (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الملك بن عمرو ثنا هشام