كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)
-[كلام العلماء في أحكام الباب]-
(215) عن عبد الله بن عمرو (بن العاص) رضى الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أربعون حسنةً (1) أعلاهنَّ منيحة العنز (2) لا يعمل العبد بحسنةٍ منها رجاء ثوابها وتصديق (3) موعودها إلَّا أدخله الله بها الجنة (4)
__________
وقوله صبوحها وغبوقها، الصبوح بفتح الصاد الشرب أول النهار، والغبوق بفتح الغين المعجمة أول الليل، والصبوح والغبوق فى الحديث منصوبان على الظرف ويجوز جرهما على البدل. والله أعلم
(215) عن عبد الله بن عمرو (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا روح ثنا الأوزاعى عن حسان بن عطية عن أبى كبشة السلولى عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما- الحديث (غريبه) (1) عند أبى داود والبخارى أربعون خصلة (2) العنز بفتح المهملة وسكون النون أنثى المعز، والمراد بها فى الحديث ذات اللبن من المعز تعار ليؤخذ لبنها ثم ترد على صاحبها ولم يذكر النبى صلى الله عليه وسلم الأربعين ترغيبا فى كل أعمال الخير، إذ لو عينها لوقف بعض الناس عندها وتركوا غيرها، ونظيره اخفاء ليلة القدر وساعة الجمعة، ويقاس على منيحة العنز منيحة الأبل والبقر بالأولى إذ هى أكثر نفعًا وأجرا (3) منصوب على التعليل عطفًا على رجاء أى لا يعمل أحد من اهل الأسلام بخصلة منها راجيا ثوابها ومصدقا بما وعد به فاعلها من الثواب إلا كان ذلك سببا لدخوله الجنة (4) زاد البخارى وأبو داود قال حسان (يعنى ابن عطية أحد الرواة عندهما) فعددنا ما دون منيحة العنز من رد السلام وتشميت العاطس وإماطة الأذى عن الطريق ونحوه فما استطعنا أن نبلغ خمس عشرة خصلة (تخريجه) (د) ورواه البخارى فى باب فضل المنيحة من كتاب الهبة، ورواه أيضا الحاكم، ولعله لم يقف على تخريج البخارى له فأخرجه فى المستدرك. والله اعلم (الاحكام) احاديث الباب فيها الحث على المبادرة بالصدقة قبل هجوم الموت حيث لا تنفع الصدقة فى ذلك الوقت (وفيها) ان افضل الصدقة ما كان بعد كفاية الرجل ومن تلزمة نفقتة (وفيها) ان الصدقة من الفقير وإن كانت قليلة تفضل صدقة الغنى وإن كانت كثيرة (وفيها) ان المنيحة من افضل الصدقات ومن اعظم القربات وأنها فوق اربعين خصلة، الواحدة منها تدخل صاحبها الجنة؛ ولم يذكر فى حديث الباب شاء من هذه الخصال، وتقدم أن حسان بن عطية راوى الحديث عند البخارى ومسلم قال فعددنا ما دون منيحة العنز من رد السلام وتشميت العاطس وإماطة الأذى عن الطريق ونحوه فما استطعنا ان نبلغ خمس عشرة خصلة، وحكى الحافظ عن ابن بطال انه قال ما ملخصه