كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)
-[منقبة لأبي بكر الصديق رضى الله عنه - وفضل من أنفق زوجين فى سبيل الله]-
ما على أحد من ضرورةٍ من أيِّها دعي (1) فهل يدعي منها كلِّها أحدٌ يا رسول الله؟ قال نعم وإنِّى أرجوا (2) أن تكون منهم
(217) وعنه أيضًا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنفق زوجًا أو (3) زوجين في سبيل الله دعته خزنة الجنَّة يا مسلم هذا خيرٌ هلمَّ (4) إليه
__________
ما ذهب صاحب الخلق الحسن جرّته السلسلة الى نفسها حتى يدخل من ذاك الباب، فيحتمل أن كل هذه الأبواب داخلة فى داخل الأبواب الثمانية الكبار التى ما بين مصراعى كل باب منها خمسمائة عام كما اشار إلى ذلك الحافظ والله أعلم (1) معناه ما على أحد من ضرر إذا كان من أهل خصلة واحدة من هذه الخصال ودعى من بابها، لأن الغاية المطلوبة دخول الجنة "وفى شرح المشكاة" لما خص كل باب بمن أكثر نوعا من العبادة وسمع الصديق رضى الله عنه رغب فى أن يدعى من كل باب، وقال ليس على من دعى من تلك الأبواب ضرر بل شرف وإكرام، ثم سأل فقال فهل يدعى أحد من تلك الأبواب ويختص بهذه الكرامة كلها، فقال النبى صلى الله عليه وسلم (نعم) يعنى يدعى منها كلها على سبيل التخيير فى الدخول من أيها شاء لاستحالة الدخول من الكل معًا (2) قال العلماء الرجا منه صلى الله عليه وسلم واقع، وبه صرح فى حديث ابن عباس عند ابن حبان ولفظه "فقال أجل وأنت هو يا أبا بكر وفى الحديث اشعار بقلة من يدعى من تلك الأبواب كلها واشارة الى أن المراد ما يتطوع به من الأعمال المذكورة لا واجباتها لكثرة من يجتمع له العمل بالواجبات بخلاف التطوعات فقلّ من يجتمع له العمل بجميع أنواعها. والله أعلم (تخريجه) (ق. نس. مذ. لك. حب)
(217) وعنه أيضا (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا معاوية قال ثنا أبو اسحاق يعنى الفزارى عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة رضى الله عنه- الحديث" (غريبه) (3) أو للشك من الراوى، وقد جاء فى الحديث السابق عند الشيخين والأمام أحمد أيضا زوجين بغير شك (3) اسم فعل أمر أى أقبل، وليس هذا آخر الحديث، وإنما اقتصرنا على هذا الطرف منه لمناسبة الترجمة (وبقيته) فقال أبو بكر هذا رجل لا توى عليه "أى لا ضياع ولا خسارة" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نفعنى مال قط إلا مال أبى بكر، قال فبكى أبو بكر وقال وهل نفعنى الله إلا بك، وهل نفعنى الله إلا بك. وهل نفعنى الله إلا بك" وسيأتى هذا الحديث بتمامه فى باب مناقب أبى بكر فى خلافته رضى الله عنه (تخريجه) (م) بلفظ "من أنفق زوجين في سبيل الله