كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[فضل الصدقة فى سبيل الله وأنها تضاعف إلى سبعمائة ضعف]-
في سبيل الله أو طروقة (1) فحلٍ في سبيل الله
(221) عن أبى مسعود الأنصاريِّ رضى الله عنه أنَّ رجلًا تصدَّق بناقةٍ مخطومةٍ (2) فى سبيل الله، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم ليأتينَّ أو لتأتينَّ بسبعمائة ناقةٍ مخطومة (3)
__________
وقد بينت رواية الأمام أحمد أنها عارية (1) بفتح الطاء فعولة بمعنى مفعولة، أى مطروقة وهو بالجر عطف على خادم أو الرفع عطف على خدمة، والمراد إعطاء دابة مطروقة أى بلغت أوان طروق الفحل، لأن هذا الوقت هو وقت كمال الانتفاع بها، فان أعطى أحد هذه الأمور الثلاثة على سبيل التمليك أو الحبس أعنى الوقف إن كان فى غنى عن ذلك فالفضل أعظم. والله أعلم (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن صحيح غريب، وله رواية أخرى عن عدى بن حاتم من طريق معاوية بن صالح. قال الترمذى وهو (يعنى حديث الباب) أصح عندى من حديث معاوية بن صالح
(221) عن أبى مسعود (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وهب ابن جرير ثنا شعبة عن الأعمش عن أبى عمرو الشيبانى عن أبى مسعود- الحديث" (غريبه) (2) خطام البعير أن يؤخذ حبل من ليف أو شعر أو كتان فيجعل فى أحد طرفيه حلقة ثم يشد فيه الطرف الآخر حتى يصير كالحلقة، ثم يقلد البعير ثم يثنَّى على مخطَّمه، وأما الذى يجعل فى الأنف دقيقا فهو الزمام (نه) والخطام عادة لا يكون إلا للبعير أو الناقة الكبيرة الجيدة التى تحمل الأثقال، ففى وصفها بكونها مخطومة بيان لجودتها وكثرة نفعها (3) قيل يحتمل أن المراد له أجر سبعمائة ناقة، ويحتمل أن يكون على ظاهره ويكون له فى الجنة بها سبعمائة كل واحدة منهن مخطومة يركبهن حيث شاء للتنزه كما جاء فى خيل الجنة ونجبها، وهذا الاحتمال أظهر. قاله النووى والله أعلم (تخريجه) (م. نس) (الأحكام) أحاديث الباب فيها الحث على النفقة فى سبيل الله عز وجل وإعانة الغازى بما يلزمه من سلاح أو خيل أو إبل أو طعام أو ملابس أو غير ذلك وأنها من أعظم ما يتقرب به الى الله عز وجل؛ وأن أجرها عظيم وثوابها جسيم يضاعفه الله عز وجل الى سبعمائة ضعف وفيها غير ذلك تقدم فى خلال الشرح والله أعلم

الصفحة 173