كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[مدارسة جبريل القرآن مع النبى صلى الله عليه وسلم فى رمضان]-
(25) عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود النَّاس (1) وكان أجود ما يكون فى رمضان حين يلقى جبريل (2) وكان جبريل يلقاه فى كلِّ ليلةٍ من رمضان فيدارسه (3) القرآن، قال فلرسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم أجود بالخير من الرِّيح المرسلة (4)
__________
ترى أكثر المسلمين صائمين حتى الصغار والجوار بل غالبهم الذين يتركون الصلاة يكونون حينئذ مصلين مع أن الصوم أصعب من الصلاة، وهو يوجب ضعف البدن الذى يقتضى الكسل عن العبادة وكثرة النوم عادة، ومع ذلك ترى المساجد معمورة وباحياء الليل مغمورة والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله (تخريجه) (لك. نس) وسنده جيد، وله شاهد من حديث أبى هريرة عند (مذ. جه. خز. حب. هق. ك) وقال صحيح على شرطهما ولم يخرجاه بهذه السياقة (قلت) وأقره الذهبى
(26) عن ابن عباس (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عتاب ثنا عبد الله قال أنا يونس عن الزهرى قال حدثنى عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس الخ (غريبه) (1) فيه احتراس بليغ لئلا يخيل مما يتلوه أن الأجودية خاصة منه فيه فاثبت له الأجودية المطلقة أولا ث معطف عليها ما ينبئ بمضاعفتها فى شهر فيضان النعم (2) أى لأن فى ملاقاته زيادة ترقية فى مقاماته لأنه يهبط عليه عليه الصلاة والسلام بالعلوم ويتابع إمداد الكرامة عليه فيجد فى ذلك المقام ما يبعث على زيادة الجود والسخاء، فينعم على عبدا الله تعالى بما أنعم به عليه، ويحسن اليهم بتعليم جاهلهم واطعام جائعهم كما أحسن الله اليه، شكرًا للمنعم على ما آتاه وأولاه؛ وأيضًا فان رمضان موسم الخيرات، لأن نعم الله سبحانه على عباده تربو فيه على غيره، وكان صلى الله عليه وسلم يؤثر على متابعة سنة الله تبارك وتعالى فى عباده (3) التدارس أن يقرأ بعض القوم مع بعض شيئًا أو يعلِّم بعضهم بعضًا ويبحثون فى معناه، أو فى تصحيح ألفاظه وحسن قراءته، والظاهر أن جبريل عليه السلام كان يسمع القرآن من النبى صلى الله عليه وسلم ويقرئه إياه ليزدادا حفظا واتقانا (4) أى التى يرسلها الله عز وجل بشرايين يدى رحمته، وآثرهما بالذكر احتراسا من غيرها كالريح العقيم والصرصر العاتية وأشار الى استمرار هبوبها مدة ارسالها وعموم نفعها وأنها آتية بالغيث الذى تحيا به الأرض بعد موتها، لذلك وقع التشبيه بها وشتان بين الأثرين والله أعلم (تخريجه) (ق. نس مذ) في الشمائل

الصفحة 228