كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[تزيين الجنة في كل يوم من رمضان واستنفار الملائكة للصالحين حتى يفطروا]-
(26) عن أبي هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم أعطيت أمَّتى خمس خصالٍ فى رمضان لم تعطها أمَّةٌ قبلهم، (1) خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتَّى يفطروا، ويزيِّن الله عزَّ وجلَّ كلَّ يومٍ جنَّته ثمَّ يقول يوشك عبادي الصَّالحون أن يلقوا عنهم المؤنة (2) والأذى ويصيروا إليك، ويصفَّد فيه مردة الشَّياطين (3) فلا يخلصوا إلى ما كانوا يخلصون فى غيره (4) ويغفر لهم فى آخر ليلةٍ، قيل يا رسول الله أهى ليلة القدر؟ قال لا ولكن العامل إنَّما يوفَّى أجره إذا قضي عمله (5)
__________
(26) عن أبي هريرة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يزيد أنا هشام ابن أبى هشام عن محمد بن الأسود عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة - الحديث" (غريبه) (1) يعنى أن هذه الخصال من خصائص هذه الأمة أى أمة الأجابة (2) أى ثقل النفقة على الأولاد ومشقة السعى للارتزاق فى الدنيا، وفى المؤنة لغات. إحداها على فعولة لفتح الفاء وبهمزة مضمومة والجمع مئونات على لفظها، ومأنت القوم أمأنهم مهموز بفتحتين (واللغة الثانية) مؤنة بهمزة ساكنة قال الشاعر * أميرنا مؤنته خفيفة * والجمع مؤن مثل غرفة وغرف (والثالثة) مونة بالواو والجمع مون مثل سورة وسور. يقال منها مانه يمونه من باب قال - كذا فى المصباح "وقوله والأذى" أى وما يلاقونه من الأذى فى الدنيا وهو كل شئ يؤلم الأنسان ويتأذى منه "وقوله ويصيروا اليك" أى يرجعوا اليك بعد الموت، وفيه تبشير للصالحين بدخول الجنة جزاء بما كانوا يعملون فى الدنيا من الأعمال الصالحة (3) تقدم معنى التصفيد وهو الشد بالأغلال "ومردة الشياطين" جمع مارد كفجرة وفاجر وهو المتجرد للشر، ومنه الأمرد لتجرده من الشعر، وهو حجة للقائلين بأن الذى يصفد بعض الشياطين وهم المردة لا كلهم (4) أى فلا يتمكنوا فى رمضان من بث الشرور والفساد بين الناس كما كانوا يتمكنون منه فى غير رمضان "وقوله فى آخر ليلة" يعنى من رمضان (5) يعنى أن هذه المغفرة هى أجر عملهم فى رمضان علاوة على ما ينالهم من فضل ليلة القدر، وفيه دلالة على أنه لا ينال هذه المغفرة إلا الصائمون المحافظون على حدود الله، أما غير الصائمين فلا نصيب لهم فى شئ من ذلك إلا الخزى والخذلان فى الدنيا والآخرة، نعوذ بالله من ذلك (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه أحمد

الصفحة 229