كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لرجب وشعبان ورمضان بالبركة]-
دخل رجبٌ قال اللَّهمَّ بارك لنا فى رجبٍ وشعبان وبارك لنا فى رمضان وكان يقول ليلة الجمعة غرَّاء (2) ويومها أزهر
(29) عن أبى هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) ما أتى على المسلمين شهرٌ خيرٌ لهم من رمضان، ولا أتى على المنافقين شهرٌ شرٌّ لهم من رمضان، وذلك لما يعدُّ المؤمنون فيه من القوَّة للعبادة (4) وما يعدُّ فيه المنافقون من غفلات النَّاس وعوراتهم (5) هو غنمٌ
__________
(غريبه) (1) دعاء النبى صلى الله عليه وسلم بالبركة فى هذه الأشهر الثلاثة يدل على فضلها. وفى تخصيص رمضان بالدعاء منفردا وعدم عطفه على رجب وشعبان دلالة على زيادة فضله (2) أى مشرقة "ويومها أزهر" أى مضيئ؛ كذا جاء مفسرا فى بعض الأحاديث (قال المناوى) وقدم الليلة لسبقها فى الوجود، ووصفها بالغراء لكثرة نزول الملائكة فيها الى الأرض لأنهم أنوار، واليوم بالأزهر لأنه أفضل أيام الأسبوع (تخريجه) أورده الهيثمى وعزاه للبزار والطبرانى فى الأوسط عن أنس مرفوعا بلفظ "كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال اللهم بارك لنا فى رجب وشعبان وبلغنا رمضان، قال الهيثمى وفيه زائدة بن أبى الرقاد وفيه كلام وقد وثق (قلت) وفى حديث الباب زياد النميرى أيضا ضعيف، وأورده الحافظ السيوطى فى الجامع الصغير وعزاه للبيهقى فى شعب الأيمان وابن عساكر، وأشار الى ضعفه، وله طرق أخرى يقوى بعضها بعضا. والله أعلم
(29) عن أبى هريرة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو بكر الحنفى قال ثنا كثير بن زيد عن عمرو بن تميم عن أبيه عن أبى هريرة - الحديث" (غريبه) (3) يقسم أبو هريرة بما أقسم به النبى صلى الله عليه وسلم أنه ما أتى على المسلمين شهر خير لهم من رمضان الخ (4) أى ما يقويهم عليها فى رمضان كادّخار القوت وما ينفقه على عياله فيه، وقد فسره بذلك فى الطريق الثانية بقوله "وذلك أن المؤمن يعد فيه القوة للعبادة من النفقة، أى لأن اشتغالهم بالعبادة فيه يمنعهم من تحصيل المعاش أو يقلل منه؟ فقيام الليل يستدعى النوم بالنهار، والاعتكاف يستدعى عدم الخروج من المسجد، وفى هذا تعطيل لأسباب المعاش فهم يحصلون القوت وما يلزم لأولادهم فى رمضان قبل حلوله ليتفرغوا فيه للعبادة والأقبال على الله عز وجل واجتناء ثمرة هذا الموسم، فهو خير لهم لما اكتسبوه فيه من الأجر العظيم والغفران العميم (5) يعني أن

الصفحة 231