كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[رمضان خير للمسلمين وشر للمنافقين]-
للمؤمن يغتنمه الفاجر (1) (وعنه من طريقٍ ثانٍ) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أظلَّكم (3) شهركم هذا بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مرَّ بالمؤمنين شهرٌ خيرٌ لهم منه، ولا بالمنافقين شهرٌ شرٌّ لهم منه، إنَّ الله عزَّ وجلَّ ليكتب أجره (4) ونوافله من قبل أن يدخله، ويكتب إصره وشقاءه من قبل أن يدخله، وذلك أنَّ المؤمن يعدُّ فيه القوَّة للعبادة من النَّفقة؛ ويعدُّ المنافق اتِّباع غفلة النَّاس واتِّباع عوراتهم، فهو غنمٌ للمؤمن يغتنمه الفاجر
__________
المنافقين يستعدون فى شهر رمضان للأيذاء بالمسلمين فى دنياهم وتتبع عوراتهم أثناء غفلتهم عن الدنيا وانقطاعهم الى الله عز وجل، فكأن ذلك غنيمة اغتنموها فى نظرهم، ولكنها فى الحقيقة شر لهم لو كانوا يعلمون ما أعده الله لهم فى الآخرة من العذاب المقيم وحرمانهم من فضله العميم. نعوذ بالله من ذلك (1) فى رواية للبيهقى "ونقمة للفاجر" بدل "يغتنمه الفاجر" وله فى رواية أخرى يغتنمه كما هنا، وكل هذه الروايات من طريق كثير بن زيد عن عمرو بن تميم عن أبيه عن أبي هريرة "ومعنى نقمة للفاجر" ان الله عز وجل ينتقم منه ويذيقه العذاب الأليم بسوء فعله وإيذائه المسلمين وتتبع عوراتهم فيكون نقمة له. وأما المسلم فرمضان غنيمة له بما اكتسبه من صيام أيامه وقيام لياليه والانقطاع الى الله بالعبادة فيه، والله تعالى لا يضيع عمل عامل بل يجازيه فى الجنة بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، لا أحرمنا الله منها آمين (2) (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا ابراهيم ثنا ابن مبارك عن كثير بن زيد حدثنى عمرو بن تميم عن أبيه أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - الحديث" (3) أى أشرف عليكم وقرب منكم (4) الأصر بكسر الهمزة وسكون الصاد الأثم والعقوبة والذنب، والمعنى أن الله عز وجل يكتب أجر الطائعين فى رمضان وعقوبة العاصين فيه قبل حلوله، لانه عز وجل يكتب أجر الطائعين فى رمضان وعقوبة العاصين فيه قبل حلوله، لانه عز وجل يعلم ما كان وما يكون (تخريجه) (هق. طس. خز) وأورده المنذرى وقال رواه ابن خزيمة فى صحيحه وغيره (قلت) سكت عنه المنذرى ولم يتكلم فيه بشئ، وأورده الهيثمى وقال رواه أحمد والطبرانى فى الأوسط عن تميم مولة ابن رمانة ولم اجد من ترجمه (زوائد الباب) (عن سلمان الفارسى رضى الله عنه) قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى آخر من شعبان قال يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير

الصفحة 232