كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[وعيد من تهاون بصيام رمضان والعمل فيه]-
شيئًا (1) حتّى يأتى بهنَّ جميعًا، الصَّلاة. والزَّكاة. وصيام رمضان. وحجُّ البيت
__________
مسلما إلا إذا نطق بالشهادتين أولا فهو مذكور معنى (1) أى لم يغن الثلاثة عن الواحد المتروك لأنه ركن مستقل يثاب على فعل ويعاقب على تركه، فمن أتى بالصلاة مثلا وترك الزكاة بعد وجوبها عليه أثيب على فعل الصلاة وعوقب علي وك الزكاة، ومن أتي بهما ورك الصيام أثيب عليهما وعوقب على ترك الصيام، ومن أتى بالثلاثه وكان مستطيعا وكان مستطيعا وترك لحج أثيب على الثلاثة وعوقب على ترك الحج، ومن أتى بها جميعها كان من المفلحين الناجين، ولذا قال صلى الله عليه وسلم فى حديث ضمام بن ثعلبة رضى الله عنه وقد ذكر له هذه الأركان (لئن صدق ليدخلنَّ الجنة) وكان ضمام قال (والله لا أزيد عليهن شيئا ولا أنقص منهن شيئا) فمن ترك الصيام وفعل باق الأركان لا تغنى عنه شيئًا بل لابد من عقابه على تركه إلا إذا عفا الله عنه، وهذا موضع الدلالة من الحديث (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وهو مرسل لأن زياد بن نعيم ليس صحابيا وفى اسناده ابن لهيعة، وله شاهد من حديث عمارة بن حزم رضى الله عنه عند الطبرانى فى الكبير مرفوعا وفى اسناده ابن لهيعة أيضا وقد ضعفوه، وله شواهد أخرى صحيحة تعضده (زوائد الباب) عن ابن عباس رضى الله عنهما قال حماد بن زيد (أحد الرواة) ولا أعلمه إلا قد رفعه إلى النبى صلى الله عليه وسلم قال عرى الاسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن أسس الأسلام. من ترك واحدة منهن فهو بها كافر. حلال الدم. شهادة أن لا إله الا الله. والصلاة المكتوبة. وصوم رمضان، رواه أبو يعلى باسناد حسن، ورواه سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد عن عمرو بن مالك النكرى عن أبي الجوزاء عن ابن عباس مرفوعا وقال فيه "من ترك منهن واحدة فهو بالله كافر، ولا يقبل منه صرف ولاعدل، وقد حل دمه وماله" (وعن أبى هريرة رضى الله عنه) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة ولا مرض لم يقضه صوم الدهر كله وان صامه رواه الترمذى واللفظ له وأبو داود والنسائى وابن ماجه وابن خزيمة فى صحيحه والبيهقى كلهم من رواية ابن المطوس، وقيل أبى المطوس عن أبيه عن أبى هريرة، وذكره البخارى تعليقا غير مجزوم فقال ويذكر عن أبى هريرة رفعه (من أفطر يوما من رمضان من غير عذر ولا مرض لم يقضه صوم الدهر وان صامه) وقال الترمذي لا نعرفه الا من هذا الوجه، وسمعت محمدا يعني البخاري يقول أبو المطوس اسمه يزيد بن المطوس ولا أعرف له غير هذا الحديث اهـ وقال البخارى أيضا لا أدري سمع أبوه من أبى هريره أم لا؟ وقال (ابن حبان) لا يجوز الاحتجاج بما انفرد

الصفحة 237