كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[الحال الثالثة من أحوال الصيام. وقصة صرمة بن قيس]-
لا يستطيع الصِّيام فهذان حالان (1) * قال وكانوا يأكلون ويشربون (2) ويأتون النِّساء ما لم يناموا، فإذا ناموا امتنعوا، قال ثمَّ إنَّ رجلًا من الأنصار يقال له صرمة (3) ظلَّ يعمل صائمًا حتَّى أمسى فجاء إلى أهله فصلَّى العشاء ثمَّ نام فلم يأكل ولم يشرب حتَّي أصبح فأصبح صائمًا، قال فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جهد جهدًا شديدًا، قال مالى أراك قد جهدت جهدًا شديدًا؟ قال يا رسول الله إنِّى عملت أمس فجئت حين جئت فألقيت نفسى وأصبحت حين أصبحت
__________
خير لكم) فكانوا كذلك حتى نسختها (فن شهد منكم الشهر فليصمه) قلت وهذه هي الحال الأولى من أحوال الصيام أعنى من قوله تعالى - ياأيها الذين آمنوا كتب عليك الصيام - إلى قوله - فدية طعام مسكين) وهى تفيد فرض الصيام مع جواز الفطر والأطعام (1) قد علمت الحال الأولى مما تقدم، (أما الحال الثانية) فتؤخذ من قوله عز وجل {شهر رمضان - إلى قوله ومن كان مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر} وهى تفيد وجوب الصيام حتما على المقيم الصحيح. والرخصة للمريض والمسافر. وبقى حكم الأطعام للكبير الذى لا يستطيع الصيام (روى البخارى فى صحيحه بسنده عن عطاء أنه سمع ابن عباس يقرأ وعلى الذين يطيقوه فدية طعام مسكين) قال ابن عباس ليست منسوخة، هو الشيخ الكبير والمرأة الكبير ة لا يستطيعان أن يصوما فيطعمان مكان كل يوم مسكينا، وهكذا روي غير واحد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس نحوه. وهذا يؤيد مافى حديث الباب من قول معاذه وثبت الأطعام للكبير الذى لا يستطيع الصيام" وهذا القول أرجح من القول بالنسخ (2) هذا شروع فى ذكره (الحال الثالثة من أحوال الصيام) (3) اختلف فى اسمه اختلافا كثيرًا فى روايات متعددة ذكرها الحافظ فى الأصابة، ثم قال فان حمل هذا الاختلاف على تعدد أسماء من وقع لذلك وإلا فيمكن الجمع برد جميع الروايات الى واحد، فانه قيل فيه صرمة بن قيس؛ وصرمة بن مالك. وصرمة بن أنس، وقيل فيه قيس بن صرمة. وأبو قيس بن صرمة، وأبو قيس بن عمرو، فيمكن أن يقال إن كان إسمه صرمة بن قيس فمن قال فيه قيس بن صرمة قلبه وإنما اسمه صرمة وكنيتة أبو قيس أو العكس، وأما أبوه فاسمه قيس أوصرمة على ما تقرر من القلب وكنيته أبو أنس، ومن قال فيه أنس حذف أداة الكنية، ومن قال فيه ابن مالك نسبه إلى جد له والعلم عند الله اهـ (4) الجهد بالضم الوسع والطاقة. وبالفتح المشقة. وقيل المبالغه والغاية. وقيل هما الغتان

الصفحة 242