كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[فضل قيام رمضان - وأنه سنة]-
ثم أتموا الصيام إلى الليل (1).
(32) عن النضر بن شيبان قال لقيت أبا سلمة بن عبد الرحمن (يعني ابن عوف) قلت حدثني عن شيء شمعته من أبيك سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان، قال نعم حدثني أبي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم قال إن الله عز وجل فرض صيام رمضان وسننت قيامه (2) فمن صامه وقامة احتسابًا خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه (3).
__________
(1) يعني إلى ابتداء دخول الليل وهو يقتضي الإفطار عند غروب الشمس حكمًا شرعيًا كما عند الشيخين والأمام أحمد وسيأتي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم "إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا فقد أفطر الصائم" (وعن سهل بن سعد الساعدي) رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا بزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) رواه الشيخان وللإمام أحمد مثله من حديث أبي ذر وسيأتي (تخريجه) (د: هق) وهو مرسل صحيح الإسناد فإن ابن أبي ليلي لم يدرك معاذا، وذكر البخاري الحال الثانية منه تعليقًا في صحيحة بصيغة الجزم فيكون صحيحًا كما تقررت قاعدته وهذا لفظه (قال وقال ابن نمير حديثنا الأعمش حدثنا عمرو بن مرة حدثنا ابن أبي ليلى حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نزل رمضان فشق عليهم فكان من أطعم كل يوم محكينا ترك الصوم ممن يطيقه ورخص لهم في ذلك فنسختها وأن تصوموا خير لكم فأمروا بالصوم) وحديث الباب أخرجه أيضًا عبد بن حميد في التفسير عن عمرو بن عوف عن هشيم، وأخرجه الطبراني من حديث ابن إدريس كذلك، وأخرجه ابن شاهين أيضًا من طريق المسعودي عن عمرو بن أبي ليلي عن معاذ بن جبل قال أحيل الصوم ثلاثة أحوال فذكر الحديث وحيث قد تعددت طرقه فهو حجة.
(32) عن النضر بن شيبان (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ثنا القاسم بن الفضل ثنا النضر بن شيبان- الحديث" (غريبة)
(2) هذا صريح في أن صيام رمضان فرض وقيامه سنة وقوله "وسنن" بصيغة المتكلم ولفظ النسائي (وسننت لكم قيامه) أي ندبت لكم، وإنما قال لكم لأنه نفع محض لا ضرر فيه أصلاً فمن فعل نال أجرًا عظيمًا، ومن ترك فلا آثم عليه. (3) أي طهر من الذنوب كطهارته يوم ولدته أمه لا كخروجه منها يوم ولدته أمه، إذ لا ذنب عليه في ذلك اليوم حتى يخرج منه، ثم ظاهره الشمول للكبائر، والتخصيص في مثله بعيد، وفضل الله واسع (تخريجه) (نس

الصفحة 244