كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[حكمة مشروعية الصوم - وكلام العلماء في وجوبه بالكتاب والسنة والأجماع]-
(33) عن عوف بن مالك عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله ما الصوم؟ قال فرض مجزي.
__________
جه) وفي إسناده النضر بن شيبان وهو ضعيف، وقال النسائي هذا الحديث خطأ. والصواب حديث أبي سلم عن أبي هريرة اهـ (قلت) حديث أبي هريرة المشار إليه تقدم في باب فضل صيام رمضان وقيامه صحيفة 219 رقم 16 بلفظ (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة فيقول من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه رواه، الشيخان والأربعة وغيرهم.
(33) عن عوف بن مالك (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو كامل ثنا حماد بن سلمة عن معبد بن هلال حدثني رجل في مسجد دمشق عن عوف بن مالك -الحديث" (تخريجه) لم أقف عليه لغير الأمام أحمد وفي إسناده رجل لم يسم (الأحكام) أحاديث الباب تدل على مشروعية الصيام للأمة المحمدية وللأمم السابقة من لدن آدم إلى رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أما صوم رمضان فهو فرض واجب على كل مسلم عاقل بالغ ذكر أم أنثى، وقد ثبتت فرضيته بالكتاب والسنة والإجماع، أما الكتاب فقوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم} إلى قوله تعالى: {فمن منكم الشهر فليصمه) وأما السنة فما في أحاديث الباب وحديث بنى الإسلام على خمس وغيره كثير جدًا، وهو أحد أركان الإسلام الخمس، وأجمعت الأمة على ذلك فلم يخالف فيه أحد، فمن جحد فرض صيامه فهو كافر؛ (وحكمة مشروعيته) تقليل الأكل والشرب لسكون النفس وكسر سورتها في الفضول المتعلقة بجميع الجوارح في العين واللسان والأذن والفرج، (فبالصوم) ترجع النفس عن الاسترسال في اللذات والشهوات البهيمية وتسمو بروح الإخلاص والقوة الملكية المتحلية بالفضائل، (وبالصوم) يتخلق المؤمن في بعض آنائه بخلق من أخلاق المهيمن جل وعلا وهو الصمدية، ويتشبه على قدر الإمكان بالملائكة المقربين من الله تعالى في الصفات المنزهين عن جميع الشهوات في الكف عنها والخلو منها (وبالصوم) يتعود الإنسان على الصبر والثبات على المكاره، فإن الصائم يكلف نفسه البعد عن مشياتها من الأكل والشرب ومباشرة النساء، ويذودها عن ذلك بعزم قوى وصبر حسن (وبالصوم) يتذكر العبد ما هو عليه من الذلة والمسكنة لأنه يشعر أثناء صومه بحاجته إلى يسير الطعام وقليل الشراب والمحتاج إلى الشيء ذليل به (وبالصوم) يحصل المحافظة على النفس من الوقوع في الآثام (وبالصوم) حث الأغنياء على مساعدة الفقراء والقيام بما يذود عنهم عائل الجوع وغائل

الصفحة 245