كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[بيان أن الشهر قد يكون تسعا وعشرين]-
الهلال وصوموا ولا تفطروا حتى تكلموا العدة أو تروا الهلال
(40) عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الشهر تسع وعشرون (1) فلا تصوموا حتى تروه (2) ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاقدروا (3) له
__________
حتى تروا هلال رمضان وتكلموا عدة شعبان ثلاثين يومًا، وإذا صمم رمضان فلا تفطروا حتى تروا هلال شوال أو تكملوا عدة رمضان ثلاثين يومًا (تخريجه) (د. نس. قط) وقال أبو داود ود عقب هذا الحديث رواه سفيان وغيره عن منصور عن ربعي عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يسم حذيفة اهـ قال المنذري والحديث أخرجه النسائي مسندًا ومرسلا وقال لا أعلم أحدًا من أصحاب منصور قال في هذا الحديث عن حذيفة غير جرير. يعني ابن عبد الحميد اهـ (وقال البيهقي) وصله جرير عن منصور فذكر حذيفة فيه وهو ثقة حجة، وروي له الثوري وجماعة عن منصور عن ربعي عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (قلت) الحديث صحيح على كل حال لأن جهالة الصحابي لا تضر ورواته ثقات محتج بهم والله أعلم.
(40) عن نافع عن ابن عمر (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل أنا أيوب عن نافع ابن عمر- الحديث" (غريبه) (1) ظاهره حصر الشهر في تسع وعشرين مع أنه لا ينحصر فيه، بل قد يكون ثلاثين، والمعني أن الشهر يكون تسعًا وعشرين، أو اللام للعهد. والمراد شهر بعينه ويؤيد الأول ما سيأتي في حديث يحيي بن عبد الرحمن بن حاطب عن ابن عمر من قال عائشة ترفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم (أن الشهر يكون تسعًا وعشرين) ومثله من حديث أم سلمة عند مسلم مرفوعًا (إن الشهر يكون تسعا وعشرين) ويؤيد الثاني قول ابن مسعود (صمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم تسعا وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين) أخرجه أبو داود والترمذي، ومثله عن ابن مسعود وعائشة عند الأمام أحمد بإسناد جيد (2) يعني هلال رمضان وليس المراد تعليق الصوم بالرؤية من كل أحد، بل المراد بذلك إما واحد على رأى الجمهور أو اثنان على رأي غيرهم، وسيأتي الكلام على ذلك في الأحكام إن شاء الله تعالى {وقوله ولا تفطروا حتى تروه) يعني هلال شوال (3) قال أهل اللغة يقال قدرت الشيء أقدره واقدره بكسر الدال وضمها وقدرته واقدرته كلها بمعني واحد وهي من التقدير (قال الخطابي) ومنه قول الله تعلى (فقدرنا فنعم القادرون) اهـ ومعناه عند الشافعية والحنفية والمالكية وجمهور السلف والخلف فاقدر واله تمام الثلاثين يومًا (وقالت طائفة) من العلماء ضيقو اله وقدروه تحت السحاب، وممن قال بهذا الأمام أحمد وغيره ممن يجوز صوم يوم ليلة الغيم عن رمضان وسيأتي الكلام على

الصفحة 250