كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[جواز الاستدلال بالإشارة والعمل بمقتضاها]-
لا نكتب ولا نحسب (1) الشهر هكذا وهكذا وهكذا، وعقد الإبهام في الثالثة (2) والشهر هكذا وهكذا وهكذا؛ يعنى تمام ثلاثين
فصل منه فيما جاء خاصا بإكمال شعبان ثلاثين يوما إذا غم على هلال رمضان
(43) عن عكرمة قال سمعت ابن عباسٍ رضى الله عنهما يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن حال بينكم وبينه سحاب فكملوا العدة ثلاثين (3) ولا تستقبلوا الشهر استقبالاً (4) قال حاتم
__________
ثنا شعبة عن الأسود بن قيس سمعت سعيد بن عمرو بن سعيد يحدث أنه سمع ابن عمر يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم أنه قال إنا أمة أمية لا نكتب - الحديث" (غريبه) (1) قال العلماء أمية باقون على ما ولدتنا عليه أمهاتنا لم نتعلم الكتابة ولا الحساب. ومنه قوله تعالى (النبي الأمي) وقيل هو نسبة إلى الأم وصفتها. لأن هذه صفة النساء غالبا "وقوله ولا نحسب" بضم السين المهملة من باب قتل من الحسب بمعنى الأحصاء، يقال حسبت المال حسبا أحصيته عددا. وفي قوله "لا نكتب ولا نحسب" بيان لكونهم أمية. وهذا بالنظر للغالب وإلا فقد كان فيهم من يكتب ويحسب. وقيل المراد بالحساب حساب النجوم وتسييرها، وهذا أيضا لم يكونوا يعرفونه إلا النذر اليسير والله أعلم (2) يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار بيديه الكريمتين ثلاث مرات ناشرًا أصابعه إلا في المرة والثالثة فإنه قبض أصبعه الأبهام إشارة إلى أن الشهر قد يكون تسعا وعشرين "وقوله والشهر هكذا وهكذا وهكذا يعني تمام ثلاثين" معناه أنه صلى الله عليه وسلم فعل كما تقدم إلا في المرة الثالثة فإنه لم يقبض من أصابعه شيئًا إشارة إلى أن الشهر قد يكون ثلاثين. وحاصله أن الاعتبار بالهلال فقد يكون تاما ثلاثين. وقد يكون ناقصا تسعا وعشرين. وقد لا يرى الهلال فيجب إكمال العدة ثلاثين، قال العلماء وقد يقع النقص متواليا في شهرين وثلاثة وأربعة ولا يقع في أكثر من أربعة، وفي هذا الحديث جواز الإشارة المفهمة في مثل هذا. قاله النووي (تخريجه) (ق. د. نس)
(43) عن عكرمة (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبي أنا حاتم بن أبى صغيرة عن سماك بن حرب عن عكرمة - الحديث" (غريبه) (3) أي فكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما كما فسره بذلك حاتم أحد رجال السند (4) قال العلماء معنى

الصفحة 253