كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[الحث على الاعتناء برؤية هلال شعبان استعداداً لرؤية هلال رمضان]-
يعني عدة شعبان (وعنه من طريقٍ ثانٍ (1) مثله وفيه) فإن حال دونه غيابة (2) فأكملوا العدة (3) والشهر تسع وعشرون يعنى أنه ناقص
(44) عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحفظ من هلال شعبان مالا يتحفظ من غيره (4) ثم يصوم برؤية
__________
ذلك أنكم لا تستقبلوا رمضان بصيام على نية الاحتياط لرمضان، والحكمة فيه التقوى بالفطر ليكون في رمضان ذا قوة ونشاط، وقيل الحكمة فيه خشية اختلاط النفل بالفرض، وقيل لأن الحكم علق بالرؤية، فمن تقدمه بيوم أو يومين فقد حاول الطعن في ذلك الحكم هذا هو المعتمد "وقوله قال حاتم" هو حاتم بن أبي صغيرة بكسر الغين المعجمة أحد رجال السند (قال الحافظ في التقريب) هو أبو يونس البصرى، وأبو صغيرة اسمه مسلم، وهو جده لأمه. وقيل زوج أمه، ثقة من السادسة أهـ (1) (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن حال دونه غيابة إلخ (2) كسحابة وزنا ومعنى وهي كل شيء غيبه عنك، وفي رواية أبي داود (غمامة) وهي السحاب. وفي الطريق الأولى (فإن حال بينكم وبينه سحاب) قال في القاموس وغيابة كل شيء ما سترك منه (3) أي عدة شعبان كما فسره بذلك حاتم في الطريق الأولى، وقوله والشهر تسع وعشرون، يعنى أنه قد يكون تسعا وشعرين لا أنه يكون دائما كذلك (تخريجه) (د. مذ. حب. خزك) وقال الترمذي حديث ابن عباس حسن صحيح، وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبي، وقال أبو داود عقب هذا الحديث. ورواه حاتم بن أبى صغيرة وشعبة والحسن بن صالح عن سماك بمعناه لم يقولوا ثم أفطروا، قال أبو داود وهو حاتم بن مسلم بن أبى صغيرة وأبو صغيرة زوج أمه أهـ
(44) عن عائشة (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبي ثنا عبد الرحمن عن معاوية عن عبد الله بن أبي قيس قال سمعت عائشة تقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - الحديث" (غريبه) (4) أي يتحرى رؤية هلال شعبان وعد أيامه محافظة على صوم رمضان تحريا لا يتحراه في غيره من الأشهر التي لا يتعلق بها أمر شرعي كالحج ونحوه (وقوله ثم يصوم برؤية رمضان) يعني برؤية هلال رمضان ليلة الثلاثين من شعبان فإن رآه أصبح صائما.

الصفحة 254