كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[إستحباب دعاء آخذ الصدقة لرب المال- وما جاء فى الصلاة على غير الأنبياء]-
(74) عن عمرو بن مرَّة قال سمعت عبد الله بن أبى أوفى رضى الله عنهما وكان من أصحاب الشَّجرة، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى بصدقةٍ قال اللَّهمَّ صلِّ عليهم وإنَّ أبى أتاه بصدقته، فقل اللَّهمَّ صلِّ على آل أبى أوفى (وعنه من طريقٍ ثانٍ) قال سمعت ابن أبى أوفي يقول كان الرَّجل إذا أتى النَّبىَّ صلَّي الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم بصدقة ماله صلَّى عليه فأتيته بصدقة مال أبى، فقال اللَّهمَّ صلِّ على آل أبى أوفى
__________
عليه لغير الإمام أحمد وسنده جيد، وللأمام أحمد وأبى يعلى نحوه بسند جيد عن ابن عباس
(74) عن عمرو بن مرة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عمرو بن مرة- الحديث)) (غريبه) (1) أصل الصلاة الدعاء إلا أنه يختلف بحسب المدعو له، فصلاة النبى صلى الله عليه وسلم على أمته دعاء لهم بالمغفرة، وصلاة أمته عليه دعاء له بزيارة القربى والزلفى، ولذلك كان لا يليق بغيره (قال الحافظ) وقد استدل بهذا الحديث على جواز الصلاة على غير الأنبياء وكرهه مالك والجمهور (قال ابن التين) وهذا الحديث يعكر عليه، وقد قال جماعة من العلماء يدعو آخذ الصدقة للمتصدق بهذا الدعاء لهذا الحديث (2) قال الحافظ يريد أبا أوفى نفسه لأن الآل يطلق على ذات الشئ كقوله فى قصة أبى موسى (لقد أوتى مزمارًا من مزامير آل داود) وقيل لا يقال ذلك إلا في حق الرجل الجليل القدر، واسم أبى أوفى علقمة بن خالد بن الحارث الأسلمى شهد هو وابنه عبد الله بيعة الرضوان تحت الشجرة وعمّر عبد الله إلى أن كان آخر من مات من الصحابة بالكوفة، وذلك سنة سبع وثمانين (3) (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع عن شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت ابن أبى أوفى- الحديث)) (4) هذه الرواية مصرحة بأن عبد الله بن أبى أوفى هو الذى أتى النبى صلى الله عليه وسلم بصدقة والده، والرواية الأولى مصرحة بأن والده هو الذى أتى النبى صلى الله عليه وسلم بالصدقة ولا تناف بين الروايتين؛ فيحتمل أنهما أتياه معًا فنسب عبد الله الأتيان فى الرواية الولى لوالده؛ وفى الرواية الثانية لنفسه، أو تكون الواقعة تعددت فمرة أتاه عبد الله ومرة أتاه والده، والله أعلم (تخريجه) (ق. د. جه) (زوائد الباب) (عن عائشة رضى الله عنها) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما خالطت الصدقة مالًا قط إلا أهلكته، رواه الأمام الشافعى والبخارى فى تاريخه والحميدى وزاد ((قال يكون قد وجب عليك فى مالك صدقة فلا يخرجها فيهلك الحرام الحلال)) (وعن طلحة بن عبيد الله) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعجل

الصفحة 33