كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)
-[إذا حسنت نية المتصدق قبلت صدقته وان لم تصادف محلها]-
(2) باب من دفع صدقته الى من ظنه من أهلها فبان غير ذلك
(75) عن أبى هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رجلٌ لأتصدَّقنَّ اللَّيلة صدقةً، فأخرج صدقته فوضعها فى يد زانيةٍ فأصبحوا يتحدَّثون تصدَّق الليلة على زانيةٍ، وقال لأتصدَّقنَّ اللَّيلة بصدقةٍ فأخرج صدقته فوضعها فى يد سارقٍ، فأصبحوا يتحدَّثون تصدَّق الليلة على سارقٍ ثمَّ قال لأتصدَّقنَّ اللَّيلة بصدقةٍ، فأخرج الصَّدقة فوضعها فى يد غنىٍّ فأصبحوا يتحدَّثون تصدَّق الليلة على غنىٍّ فقال الحمد لله على سارقٍ وعلى زانيةٍ وعلى غنىٍّ، قال فأتى فقيل له أما صدقتك فقد تقبِّلت، أمَّا الزَّانية فلعلَّها
__________
سكن لهم} فيحتمل أن يكون الوجوب خاصًا به صلى الله عليه وسلم لكون صلاته سكنًا لهم بخلاف غيره، والله أعلم.
(75) عن أبى هريرة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا على بن حفص أنا ورقاء عن أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة- الحديث)) (غريبه) (1) جاء فى رواية أخرى عند الأمام أحمد من طريق ابن لهيعة عن الأعرج فى هذا الحديث أنه كان من بنى اسرائيل (2) أى وهو لا يعلم أنه سارق فأصبح الناس يتحدثون بقولهم (تصدق) ((بضم أوله على البناء للمجهول)) الليلة على زانية، زاد البخارى فقال ((اللهم لك الحمد على زانية لأتصدقن الليلة)) الخ (3) زاد البخارى أيضًا فقال ((اللهم لك الحمد لأتصدقن بصدقة)) الخ (4) فقال الحمد لله الخ. يعنى لك الحمد على كل حال، فان صدقتى وقعت بيد من لا يستحقها فلك الحمد، حيث كان ذلك بارادتك أى لا بارادتى، فان إرادة الله كلها جميلة، والمعنى أن الرجل فوّض وسلّم ورضى بقضاء الله فحمد الله على تلك الحال، لأنه المحمود على كل حال ولا يحمد على المكروه سواه، وقد ثبت أن النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ما لا يعجبه قال ((اللهم لك الحمد على كل حال)) ذكره الحافظ (5) فى رواية الطبراني فساءه ذلك فأنى فى منامه، وكذلك أخرجه أبو نعيم والأسماعيلى وفيه تعيين أحد الاحتمالات التى ذكرها ابن التين وغيره (قال الكرمانى) قوله أنى أى أرى فى المنام أو سمع هاتفًا ملكًا أو غيره، أو أخبره نبى أو أفتاه عالم (وقال غيره) أو أتاه ملك فكلمه، فقد كانت الملائكة