كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[كلام العلماء فى خراب المدينة مرتين]-
فقلت الله أعلم قال يعنى الطير والسِّباع قال وكنَّا نقول إنَّ هذا الَّذى تسمِّيه العجم هى الكراكىُّ
(84) عن قتادة قال سمعت أبا المليح يحدِّث عن أبيه أنَّه سمع النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فى بيت يقول إنَّ الله عزَّ وجلَّ لا يقبل صلاةً بغير طهورٍ ولا صدقةً من غلولٍ
(85) وعن ابن عمر رضى الله عنه عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم نحوه
__________
بالمدينة وقاتل أهلها حتى هزمهم وقتلهم بحرّة المدينة قتلًا ذريعًا، واستباح المدينة ثلاثة أيام فسميت وقعت الحرّة، قال وذكر أهل الأخبار أنها خلت من أهلها وبقيت ثمارها للطير والسباع كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تراجع الناس اليها؛ وفى حال خلائها عدت الكلاب على سوارى المسجد اهـ (وحمله آخرون) على خراب المدينة آخر الزمان مستدلين بحديث أبى هريرة عند ابن أبي شيبة وفيه ثم يخرجون منها فلا يعودون اليها أبدًا (قلت) ويمكن الجمع بخراب المدينة مرتين، المرة الأولى وقعت فى خلافة يزيد، والثانية ستكون فى آخر الزمان كما يستفاد ذلك من حديث أبى هريرة المتقدم بلفظ ((يخرج أهل المدينة من المدينة، ثم يعودون اليها فيعمرونها حتى تملأ، ثم يخرجون منها فلا يعودون اليها أبدًا)) فالخروج الأول فى زمن يزيد، والثانى فى آخر الزمان والله أعلم، ويستفاد من قوله أربعين عامًا أن نخل المدينة يبقى أربعين عامًا بعد خرابها يثمر كل عام فلا يوجد من يأكل ثمره إلا الطير والسباع، والظاهر أن هذا لا يكون إلا فى آخر الزمان والله أعلم (1) معنى هذا أن الراوى يتردد فى سماع تفسير العوافى بالطير والسباع ممن هو أعلى منه ((والكراكىّ)) جمع كركىّ طائر معروف له خواص، ذكره فى القاموس (تخريجه) (د. نس. جه) وسنده جيد
(84) عن قتادة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة وحجاج حدثنى شعبة عن قتادة- الحديث)) (غريبه) (2) بضم الغين المعجمة الخيانة وأصله السرقة من الغنائم قبل القسمة، قاله النووى (تخريجه) (الأربعة. وغيرهم) وسكت عنه أبو داود والمنذرى
(85) عن ابن عمر (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يحيى عن شعبة حدثنى سماك بن حرب عن مصعب بن سعد أن ناسًا دخلوا على ابن عامر فى مرضه فجعلوا يثنون عليه، فقال ابن عمر أما أنى لست بأغشهم لك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله تبارك وتعالى لا يقبل صدقة من غلول ولا صلاة بغير طهور (تخريجه) (م

الصفحة 43