كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[أول نصاب الزرع والثمار]-
وصحبه وسلَّم قال ليس فيما دون خمسة أوسقٍ صدقةٌ، ولا فيما دون خمس آواقٍ صدقةٌ، ولا فيما دون خمس ذودٍ صدقةٌ
(53) عن أبى سعيد الخدرىِّ رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيما دون خمسة أوساقٍ من تمرٍ ولا حبٍ صدقةٌ
__________
- الحديث)) (غريبه) (1) جمع وسق بفتح الواو وسكون السين، ويجمع أيضًا على وسوق مثل فلس وفلوس، وحكى بعضهم فيه لغة أخرى وهى كسر الواو، ويجمع على أوساق مثل حمل وأحمال (قال الأزهرى) الوسق ستون صاعًا بصاع النبى صلى الله عليه وسلم، والصاع خمسة أرطال وثلث، والوسق على هذا الحساب مائة وستون منّا؛ والوسق ثلاثة أقفزة اهـ، وسيأتى فى حديث أبى سعيد أن النبى صلى الله عليه وسلم قدّر الوسق بستين صاعًا (قال النووى) والصاع خمسة أرطال وثلث بالبغدادى، وفى رطل بغداد أقوال، أظهرها أنه مائة درهم وثمانية وعشرون درهمًا وأربعة أسباع درهم، وقيل مائة وثمانية وعشرون بلا أسباع، وقيل مائة وثلاثون، فالأوسق الخمسة ألف وستمائة رطل بالبغدادى، وهل هذا التقدير بالأرطال تقريب أم تحديد؟ فيه وجهان لأصحابنا، أصحهما تقريب، فاذا نقص عن ذلك يسيرًا وجبت الزكاة، والثانى تحديد فمتى نقص شيئًا وان قل لم تجب الزكاة اهـ (تخريجه) (هق) وسنده جيد
(53) عن أبى سعيد الخدرى (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع عن اسماعيل بن أمية عن محمد بن يحيى بن حبان عن يحيى بن عمارة عن أبى سعيد الخدرى- الحديث)) (غريبه) (2) هكذا بالأصل أوساق، وكذا فى رواية عند مسلم (قال النووى) وهو صحيح جمع وسق بكسر الواو كحمل وأحمال، وقد سبق أن الوسق بفتح الواو وبكسره، وقوله صلى الله عليه وسلم (من تمر) هو بفتح التاء المثناة واسكان الميم، وفى رواية محمد بن رافع عن عبد الرازق من ثمر بفتح المثلثة وفتح الميم اهـ والمراد به ثمر النخل إذا صار تمرًا، ومثله كرم العنب إذا صار زبيبًا، وهما المعبر عنهما فى الترجمة بالثمار، وإنما وجبت فيهما الزكاة دون غيرهما من الثمار لأنهما من الأقوات والأموال المدخرة المقتاتة فهى كالانعام والمواشى، أما غيرهما كالتين والتفاح والرمان ونحو ذلك فلا زكاة فيه، لأنه ليس من الاموال المقتاتة المدخرة (3) المراد بالحب هنا كل ما تخرجه الأرض مما يقتات ويدخر كالحنطة والشعير والذرة والدخن والأرز ونحو ذلك، وهذه الأصناف هى المعبرة عنها فى الترجمة بالزرع لأنها مما يزرعه الأنسان للاقتيات به (تخريجه) (م. نس. هق)

الصفحة 5