كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)
-[تفسير المحروم من هو؟ وكراهة الإلحاف في السؤال]-
وعنه من طريقٍ رابعٍ) (1) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان أو اللقمة واللقمتان، إنما المسكين المتعفف، اقرءوا إن شئتم {لا يسألون الناس إلحافًا} (1) (وعنه من طريق خامس) (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس المسكين بالطوَّاف عليكم أن تطعموه لقمةً لقمةً، إنما المسكين المتعفف الذي لا يسأل الناس إلحافًا
(92) قر وعن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم نحوه
__________
للسائل والمحروم} وهو قول الزهري وقتادة، وقال ابن عباس ومجاهد وهو المحارف الذي ليس له في الإسلام سهم، يعني لا سهم له في بيت المال ولا كسب له ولا حرفة يتقوت منها، وقالت عائشة رضي الله عنها هو المحارف الذي لا يكاد يتيسر له مكسبه، وقيل غير ذلك والله أعلم (1) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سليمان بن داود أنبأنا إسماعيل يعني ابن جعفر قال أخبرني شريك يعني ابن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة - الحديث" (2) أي إلحاحًا وهو أن يلازم المسئول حتى يعطيه من قولهم لحفني من فضل لحافه أي أعطاني من فضل ما عنده، ومعناه أنهم لا يسألون الناس وإن سألوا عن ضرورة لم يلحو، وقيل هو نفي للسؤال والإلحاح، ولا ريب أن نفي السؤال والإلحاح أدخل في التعفف (3) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أنا ابن أبي ذئب عن أبي الوليد عن أبي هريرة - الحديث" (تخريجه) (ق. وغيرهما)
(92) "قر" وعن عبد الله بن مسعود (سنده) حدثنا عبد الله قال قرأت على أبي حدثك عمرو بن مجمع ثنا إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المسكين ليس بالطوّاف الذي ترده اللقمة واللقمتان أو التمرة والتمرتان، قلت يا رسول الله فمن المسكين؟ قال الذي لا يسأل الناس ولا يجد ما يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه (تخريجه) لم أقف عليه من حديث ابن مسعود لغير الإمام أحمد، وفي إسناده إبراهيم الهجري "بفتح الهاء والجيم" ليين الحديث ويعضده ما قبله، وهذا الحديث من الأحاديث التي قرأها عبد الله على أبيه ولم يسمعها منه، ولذلك رمزنا له في أوله بقاف وراء هكذا "قر" كما ذكرنا في مقدمة الكتاب