كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)
-[ما ورد في أصناف الغارمين وبيان حالهم]-
حتى يؤدِّيها ثم يمسك، ورجلٌ أصابته جائحةٌ (1) أجاحت ماله فيسأل فيها حتى يصيب قوامًا (2) من عيشٍ أو سدادًا (3) من عيشٍ ثم يمسك، ورجلٌ أصابته فاقةٌ (4) فيسأل حتى يصيب قوامًا من عيشٍ أو سدادًا من عيشٍ ثم يمسك، وما سوى ذلك من المسائل سحتًا (5) يا قبيصة يأكله صاحبه سحتًا (وعنه من طريق ثانٍ بنحوه (6) وفيه) ورجلٌ أصابته فاقةٌ أو حاجةٌ حتى يشهد له ثلاثةٌ من ذوي الحِجَا (7) من قومه أنه قد أصابته حاجةٌ أو فاقةٌ
__________
كالإصلاح بين قبيلتين ونحو ذلك، وإنما تحل له المسألة ويعطى من الزكاة بشرط أن يستدين لغير معصية (1) هي ما اجتاح المال وأتلفه إتلافًا ظاهرًا ك السيل والحريق ونحو ذلك كالآفة التي تهلك الثمار والأموال وتستأصلها، وكل مصيبة عظيمة وفتنة مبيرة جائحة والجمع جوائح وجاحهم إذا غشيهم بالجوائح وأهلكهم (2) بكسر القاف وهو ما تقوم به حاجته ويستغنى به وهو بفتح القاف الاعتدال (3) هو بكسر السين ما تسد به الحاجة والخلل، وأما السداد بالفتح، فقال الأزهري هو الإصابة في النطق والتدبير والرأي، ومنه سداد من عوز (وقال النووي) القوام والسداد بكسر القاف والسين هما بمعنى واحد، وهو ما يغني من الشيء وما تسد به الحاجة، وكل شيء سددت به شيئًا فهو سداد بالكسر ومنه سداد الثغر والقارورة، وقولهم سداد من عوز اهـ (4) قال الجوهري الفاقة الفقر والحاجة (5) بضم السين وسكون الحاء المهملتين، وروي بضم الحاء وهو الحرام، وسمي سحتًا لأنه يسحت أي يمحق، وقد وقعت هذه الكلمة بالنصف في رواية الإمام أحمد، وكذا في رواية مسلم (قال النووي) هكذا هو في جميع النسخ سحتًا، ورواية غير مسلم سحت، وهذا واضح، ورواية مسلم صحيحة وفيه إضمار، أي اعتقده سحتًا أو يؤكل سحتًا اهـ (قلت) وهكذا فُسر في رواية الإمام أحمد، والله أعلم (6) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان بن عيينة عن هارون بن رئاب عن كنانة بن نعيم - الحديث" (7) بكسر الحاء المهملة مقصور العقل، وإنما جعل العقل معتبرًا، لأن من لا عقل له لا تحصل الثقة بقوله، وإنما قال من قومه لأنهم أخبر بحاله وأعلم بباطن أمره، والمال مما يخفى في العادة ولا يعلمه إلا من كان خبيرًا لحاله، وظاهره اعتبار شهادة ثلاثة على الإعسار (تخريجه) (م. د. نس)