كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[قصة زواج الفضل بن العباس وعبد المطلب بن ربيعة رضي الله عنهم]-
ابن الحارث فأتيا فقال لمحمية أصدق عنهما من الخمس (1) (وعنه من طريقٍ ثان (2)) أنه هو والفضل أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليزوجهما ويستعملهما على الصدقة فيصيبان من ذلك، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذه الصدقة إنما هي أوساخ الناس وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمدٍ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمحمية الزبيدي زوِّج الفضل، وقال لنوفل بن الحارث بن عبد المطلب زوج عبد المطلب بن ربيعة وقال لمحمية بن جزءٍ الزبيدي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعمله على الأخماس، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم يصدق عنهما من الخمس شيئًا (3) لم يسمعه عبد الله بن الحارث
__________
رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على الأخماس (قال القاضي عياض) كذا وقع (يعني في رواية مسلم) قال والمحفوظ أنه من بني زبيد لا من بني أسد والله أعلم (1) أي أدِّ صداق زواجهما من الخمس لأنهما كانا طلبا منه الزواج أيضًا كما في الطريق الثانية (وقوله الخمس) يحتمل أن يريد من سهم ذوي القربى من الخمس لأنهما من ذوي القربى، ويحتمل أن يريد من سهم النبي صلى الله عليه وسلم من الخمس (2) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن آدم ثنا ابن المبارك عن يونس عن الزهري عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث أنه هو والفضل أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم - الحديث" (3) شيئًا مفعول قال في قوله. وقال لمحمية بن جزء الزبيدي. "وقوله وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعمله إلى قوله من الخمس" جملة معترضة بين القول ومقوله، أي وقال لمحمية بن جزء الزبيدي شيئًا لم يسمعه عبد الله بن الحارث، وليس هذا آخر الحديث. بل بعده هذه الجملة "وفي أول هذا الحديث أن عليًا لقيهما فقال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستعلكما، فقالا هذا حسدك، فقال أنا أبو حسن القوم لا أربح حتى أنظر ما يردّ عليكما، فلما كلماه سكت فجعلت زينب تلوح بثوبها إنه في حاجتكما" ومعنى هذه الجملة أن الراوي يقول "وفي أول هذا الحديث" يعني الطريق الثانية من حديث الباب "أن عليًا لقيهما" أي قبل مقابلتهما النبي صلى الله عليه وسلم "فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسعلكما في الصدقة" وإنما قال ذلك لكونه يعلم أن الصدقة لا تحل لذوي القربى "فقالا هذا حسدك" أي هذا حسد منك (فقال أنا أبو حسن القوم) بالواو وبإضافة حسن إلى القوم، ومعناه عالم القوم وذو رأيهم "فلما كلماه" أي فلما كلّما النبي صلى الله عليه وسلم في أمرهما "سكت" فأرادا أن يكلماه مرة أخرى، فأشارت إليهما زينب بنت جحش زوج

الصفحة 79