كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)

-[تحذير العمال من الغلول في الصدقة]-
يعوده فقال مالك لا تدعو لي (1) قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل لا يقبل صلاةً بغير طهورٍ ولا صدقةً من غلولٍ وقد كنت على البصرة يعني عاملاً
(129) عن سعيد بن المسيب عن سعيد بن عبادة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له قم على صدقة بني فلان (2) وانظر لا تأتي يوم القيامة ببكرٍ تحمله على عاتقك أو على كاهلك له رغاءٌ يوم (3) القيامة، قال
__________
المدني قال ابن سعد ثقة كثير الحديث توفي سنة ثلاث ومائة (1) سبب قول عبد الله بن عامر ذلك لابن عمر أن ابن عمر رضي الله عنه دخل عليه مع آخرين فجعلوا يثنون عليه ويدعون له إلا ابن عمر فقال عبد الله ما لك لا تدعو لي؟ فقال ابن عمر لست بأغشهم لك فذكر الحديث، وما ذكره يستفاد من حديث لمصعب أيضًا تقدم في أول أبواب الوضوء رقم 182 صحيفة 299 من كتاب الطهارة في الجزء الأول، وتعليل ابن عمر رضي الله عنهما عدم الدعاء بذكر الحديث معقبًا بقوله "وقد كنت على البصرة يعني عاملاً" معناه أنك لست بسالم من الغلول فقد كنت واليًا على البصرة وتعلقت بك تبعات من حقوق الله تعالى وحقوق العباد، ولا يقبل الدعاء لمن هذه صفته كما لا تقبل الصلاة والصدقة إلا ممن صان نفسه مما يخل بهما، والظاهر والله أعلم أن ابن عمر قصد زجر ابن عامر وحثه على التوبة وتحريضه على الإقلاع عن المخالفات ولم يرد القطع حقيقة بأن الدعاء للفساق لا ينفع. فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم والسف والخلف يدعون للكفار وأصحاب المعاصي بالهداية والتوبة والله أعلم (تخريجه) (م. مذ. طب)
(129) عن سعيد بن المسيب (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ثنا سليمان بن المغيرة ثنا حميد بن هلال عن سعيد بن المسيب - الحديث" (غريبه) (2) أي محصلاً لزكاتهم، ثم حذره النبي صلى الله عليه وسلم من أن يغل منها شيئًا فإنه لو فعل ذلك يأت بما غل يوم القيامة يحمله على عاتقه سواء أكان صغيرًا أم كبيرًا خفيفًا أم ثقيلاً يقدر على حمله أم لا، وخص البكر بالذكر لأنه أعظم أموال الصدقة كالبطر بفتح الباء الموحدة وإسكان الكاف وهو الفتى من الإبل والأنثى بكرة، فالله سبحانه وتعالى يوجد له قوة على حمله (3) الرغاء بضم الراء وبالغين المعجمة والمد صوت البعير

الصفحة 88