كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 9)
-[وعيد من سأل الناس تكثرا]-
(142) عن عائذ بن عمرو المزني رضي الله عنه قال بينما نحن مع نبينا صلى الله عليه وسلم إذ أعرابيٌ قد ألح عليه في المسألة يقول يا رسول الله أطعمني يا رسول الله أعطني، قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل المنزل وأخذ بعضادتي (1) الحجرة وأقبل علينا بوجهه وقال والذي نفس محمدٍ بيده لو تعلمون ما أعلم في المسألة (2) ما سأل رجلٌ رجلاً وهو يجد ليلةً تبيته (3) فأمر له بطعامٍ
(143) عن أبي هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سأل الناس أموالهم تكثرًا (4) فإنما يسأل جمرًا (2) فليستقل منه أو ليستكثر
__________
(142) عن عائذ بن عمرو (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح ابن عبادة ثنا بسطام بن مسلم قال سمعت خليفة بن عبد الله الغبري يقول سمعت عائذ بن عمرو المزني- الحديث" (غريبه) (1) تثنية عضادة بكسر العين وهي جانب العتبة من الباب (2) أي من الوعيد الشديد لمن يسأل وعنده ما يكفيه ليلته (3) أي وهو يجد طعام ليلة تكفيه شر التفكير في الطعام وألم الجوع بالليل (تخريجه) أورده المنذري وسكت عنه فهو صالح، وقال رواه النسائي، ورواه الطبراني في الكبير من طريق قابوس عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو يعلم صاحب المسألة ما له فيها لم يسأل" اهـ
(143) عن أبي هريرة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن فضيل ثنا عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة - الحديث" (غريبه) (4) أي طلبًا للزيادة عن حاجته الضرورية في يومه أو ليلته (5) قال القاضي عياض معناه أنه يعاقب بالنار، ويحتمل أن يكون على ظاهره وأن الذي يأخذه يصير جمرًا يكوى به كما ثبت في مانع الزكاة (تخريجه) (م. جه) (زوائد الباب) (عن سمرة ابن جندب) رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصلح المسألة لغني إلا من ذي رحم أو سلطان، رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الله بن خراش وثقه ابن حبان وضعفه جماعة، وله عند أبي داود والترمذي والنسائي والإمام أحمد وسيأتي من رواية زيد بن عقبة عنه "أن المسألة كد يكد بها الرجل وجهه إلا أن يسأل الرجل سلطانًا أو في أمر لابد منه" ذكره الهيثمي (قلت) وقوله "كد يكد بها الرجل وجهه" معنى الكد الأتعاب يقال كد يكد في عمله كدًا (من باب رد) إذا استعجل وتعب وأراد بالوجه ماءه ورونقه (نه) (وعن