كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)

فيهما فلا يتبين لي (1) فذكرت ذلك ارسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك وقال يا ابن حاتم إنما ذاك بياض النهار من سواد الليل
(84) عن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إني أريد أن أبيت عندك الليلة فأصلي بصلاتك، قال لا تستطيع صلاتي (2) فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل فيستر بثوب وأنا محوّل عنه فاغتسل ثم فعلت مثل ذلك ثم قام يصلي وقمت معه حتى جعلت أضرب برأسي الجدران من طول صلاته ثم أذن
__________
الذي يعقل به البعير. ويجمع على عقل بضمتين وقد تسكن القاف (1) أي فلا يتبين له الأبيض من الأسود. وإنما فعل ذلك لأنه حمل الخيطين على حقيقتيهما فصنع ما صنع، وحمل قوله من الفجر كما في رواية أخرى على السببية وظن أن الغاية تنتهي إلى أن يظهر تمييز أحد الخيطين من الآخر بسبب ضياء الفجر أو أنه نسي قوله من الفجر حتى ذكره النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى ابن أبي حاتم من طريق أبي أسامة عن مجالد في حديث عدي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال له لما أخبره بما صنع. يا ابن حاتم ألم أقل لك من الفجر؟ (وللطبراني) من وجه آخر عن مجالد وغيره فقال عدي يا رسول الله كل شيء أوصيتني قد حفظته غير الخيط الأبيض من الخيط الاسود، إني بت البارحة معي خيطان أنظر إلى هذا وإلى هذا. قال إنما هو الذي في السماء، أفاده الحافظ (تخريجه) (ق. د. وغيرهم) بسياق آخر
(84) عن أي ذر (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن غيلان ثنا رشدين بن أبي عثمان حدثه عن حاتم بن أبي عدي أو عدي بن حاتم الحمصي عن أبي ذر ـ الحديث (غريبه) (2) أي لأنه صلى الله عليه وسلم كان يطيل صلاة الليل جداً، يدل على ذلك ما روي عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام حتى تتفطر رجلاه، قالت عائشة يا رسول الله أتصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال يا عائشة أفلا أكون عبداً شكورا. رواه الشيخان والامام أحمد وتقدم في باب فضل صلاة الليل رقم 1005 صحيفة في الجزء الرابع (3) أي من شدة التعب أو من غلبة النوم بسبب طول صلاته صلى الله عليه وسلم ولا يقال كان ينبغي التخفيف مراعاة للمأموم لأنه صلى الله عليه وسلم بين له كيفية صلاته

الصفحة 19