كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)
-[التحذير مما يحصل من البدع في يوم عاشوراء]-
(3) باب الصوم في رجب والأشهر الحرم
(250) عن عثمان بن حكيم قال سألت سعيد بن جبير عن صوم رجب كيف ترى؟ قال حدثني ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
قال الحاكم وضعه قتلة الحسين رضي الله عنه (وما يذكر) في كتب بعض المتأخرين من طلب الاغتسال وزيارة العلماء وعيادة المريض ومسح رأس اليتيم وتقليم الأظفار وقراءة سورة الإخلاص ألف مرة وصلة الرحم في يوم عاشوراء فليس له أصل يدل عليه في خصوص هذا اليوم، نعم هذه الخصال كلها طيبة ومطلوبة شرعًا ولكن في أي وقت كان، أما التخصيص باليوم المذكور فهو بدعة (قال الإمام) العلامة الزاهد الورع ابن الحاج رحمه الله في كتابه المدخل- يوم عاشوراء موسم من المواسم الشرعية والتوسعة فيه على الأهل والأقارب واليتامى والمساكين وزيادة النفقة والصدقة مندوب إليها، لكن بشرط عدم التكلف وأن لا يصير ذلك سنة يمتن بها لابد من فعلها، فإن وصل إلى هذا الحد فيكره أن يفعله سيما إذا كان الفاعل له من أهل العلم وممن يقتدي به، لأن تبين السنن وأشاعتها وشهرتها أفضل من النفقة في ذلك اليوم، ولم يكن السلف يعتادون فيه طعامًا مخصوصًا، وقد كان بعض العلماء رحمة الله عليهم يترك التوسعة قصدًا لينبه على أنها ليست بواجبة (أما ما يفعله الناس اليوم) من أن عاشوراء يختص بذبح الدجاج وغيره وطبخ الحبوب وغير ذلك فلم يكن السلف يتعرضون لذلك في هذه المواسم، ولا يعرفون تعظيمها إلا بكثرة العبادة والصدقة والخير بالتوسعة في المأكول (ومن البدع المحدثة فيه) تخصيصه بزيارة القبور للرجال والنساء (ومن البدع التي أحدثها النساء) في هذا اليوم استعمال الحناء على كل حال فمن لم تفعلها منهن فكأنها ما قامت بحق عاشوراء (ومما أحدثته أيضًا) من البدع البخور فمن لم يشتره منهن في ذلك اليوم ويتبخر فكأنه ارتكب أمرًا عظيمًا وكونه سنة عندهن لابد من فعلها وادخارهن له طول السنة يتبركن به ويتبخرن إلى أن يأتي مثله يوم عاشوراء الثاني، ويزعمن أنه إذا تبخر به المسجون خرج من سجنه، وأنه يبرئ من العين والنظرة والمصاب والموعوك، وهذا أمر خطر، لأنه مما يحتاج فيه إلى توقيف من صاحب الشريعة صلى الله عليه وسلم "يريد أنه لم يثبت فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم" فلم يبق إلا أنه أمر باطل فعلنه من تلقاء أنفسهن اهـ باختصار نسأل الله تعالى أن يعصمنا من الزيغ والزال وأن يوفقنا لصالح العمل آمين.
(250) عن عثمان ين حكيم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد