كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)
-[قصة الرجل الباهلي في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم التطوع]-
أبيها أو عن عمها، قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة مرة، فقال من أنت؟ قال أو ما تعرفني؟ قال ومن أنت؟ قال أنا الباهلي الذي أتيتك عام أول، قال فإنك أتيتني وجسمك ولونك وهيئتك حسنة فما بلغ بك ما أرى؟ فقال إني والله ما أفطرت بعدك إلا ليلاً، قال من أمرك أن تعذب نفسك؟ من أمرك أن تعذب نفسك؟ من أمرك أن تعذب نفسك؟ ثلاث مرات، صم شهر الصبر رمضان، قلت إني أجد قوة وإني أحب أن تزيدني، فقال صم يومًا من الشهر، قلت إني أجد قوة وإني أحب أن تزيد، قال فيومين من الشهر، قلت إني أجد قوة وإني أحب أن تزيدني، قال وما تبتغى عن شهر الصبر ويومين من الشهر، قال قلت إني أجد قوة وإني أحب أن تزيدني، قال فثلاثة أيام من الشهر، قال وألحم عند الثلثة فما كاد، قلت إني أجد قوة، وإني أحب أن
__________
من قومها، لكن جاء بالتذكر في رواية النسائي ففيه "عن مجيبة الباهلي عن عمه" وفي رواية ابن ماجه "عن أبي مجيبة عجوز من باهلة" والصواب الأول كما علمت "وباهلة" اسم قبيلة (1) أبوها عبد الله بن الحارث الأنصاري الباهلي أبو مجيبة ذكره ابن حبان في الصحابة، وقال أبو عمر لا أعرفه، وقال البغوي أبو مجيبة أو عمها، سكن البصرة (قال الحافظ) في الإصابة هو والد مجيبة الباهلي أو الباهلية، روى له جماعة "وقوله أو عمها" لم نقف على اسمه (2) في رواية أبي داود أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انطلق فأتاه بعد سنة وقد تغيرت حاله- الحديث (3) أي ما الذي غير حالك، فقال إني والله ما أفطرت بعدك، أي بعد مفارقتك إلا ليلاً، وفي رواية أبي داود، قال "ما أكلت طعامًا إلا بليل منذ فارقتك" يعنى أنه لازم الصيام مدة سنة، ولعله لم يبلغه النهى عن صوم يومي العيد والتشريق، أو كان ذلك قبل النهى والله أعلم (4) قال الخطابي شهر الصبر هو شهر رمضان، وأصل الصبر الحبس فسمى الصيام صبرًا لما فيه من حبس النفس عن الطعام ومنعها عن وطئ النساء وغشيائهن في نهار الشهر (5) يعنى يكفيك أن تصوم بعد رمضان يومًا من كل شهر تطوعًا (6) أي وما تريد أن تصوم زيادة عن شهر رمضان ويومين تطوعًا من كل شهر (7) أي وقف عندها