كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)
-[استحباب الصوم في الأشهر الحرم- وما هي الأشهر الحرم]-
تزيدني، قال فمن الحرم وأفطر
__________
فلم يزده عليها، من ألحم بالمكان إذا أقام فلم يبرح "وقوله فما كاد" يعنى فما كاد يزيده عليها شيئًا (1) لفظ أبي داود "صم من الحرم واترك. صم من الحرم واترك. صم من الحرم واترك. وقال بأصابعه الثلاثة فضمها ثم أرسلها" الحرم بضمتين أي الأشهر الحرم، وهي أربعة أشهر ذكرها الله عز وجل في كتابه فقال {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم} وهي- رجب. وذو القعدة. وذو الحجة. والمحرم، وقيل لأعرابي كم الأشهر الحرم؟ فقال أربعة. ثلاثة سرد. وواحد فرد، وقوله سرد يعنى متتابعة. والفرد هو رجب. ولذلك قيل رجب الفرد لأنه منفرد عنها (والمعنى) أن النبي صلى الله عليه وسلم صرح له أن يصوم ما شاء من الأشهر الحرم وأشار بالأصابع الثلاثة إلى أنه لا يزيد على الثلاث المتواليات وبعد الثلاث يترك يومًا أو يومين، والأقرب أن الإشارة لإفادة أنه يصوم ثلاثًا ويترك ثلاثًا والله أعلم. قاله السندي (تخريجه) (د. نس. جه) وسنده جيد إلا أنهم اختلفوا في اسم مجيبة هل هو رجل أو امرأة. وتقدم الكلام على ذلك في الشرح، وقد ضعف بعضهم هذا الحديث لهذا الاختلاف- وفيه نظر، لأن مثل هذا الاختلاف لا يقدح في الحديث، لأن المختلف فيه صحابي والصحابة كلهم عدول سواء أكانوا رجالاً أم نساء والله أعلم (زوائد الباب) عن عبد العزيز بن سعيد عن أبيه (سعيد بن أبي راشد) قال عثمان بن مطر وكانت له صحبة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات، فمن صام يومًا من رجب فكأنما صام سنة، ومن صام منه سبعة أيام غلقت عنه سبعة أبواب جهنم. ومن صام منه ثمانية أيام فتحت له ثمانية أبواب الجنة. ومن صام منه عشرة أيام لم يسأل الله شيئًا إلا أعطاه. ومن صام منه خمسة عشر يوما نادى مناد في السماء قد غفر لك ما مضى فاستأنف العمل. ومن زاد زاده الله. وفي رجب حمل الله نوحًا في السفينة فصام رجب وأمر من معه أن يصوموا فجرت بهم السفينة سبعة أشهر آخر ذلك يوم عاشوراء أهبط على الجودي، فصام نوح ومن معه والوحش شكرًا لله عز وجل. وفي يوم عاشوراء فلق الله البحر لبنى إسرائيل. وفي يوم عاشوراء تاب الله عز وجل على آدم صلى الله عليه وسلم وعلى مدينة يونس "يعنى أهلها" وفيه ولد إبراهيم عليه السلام. أورده الهيثمي، وقال رواه الطبراني في الكبير. وفيه عبد الغفور وهو متروك (وأخرج الخطيب) عن أبي ذر. من صام يومًا من رجب عدل صيام شهر وذكر نحو حديث سعيد