كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)
-[بيان أن الأحاديث الواردة في فضل الصيام في رجب بخصوصه واهيه]-
(4) باب صيام النبي صلى الله عليه وسلم وإكثاره الصوم في شعبان وفضل الصيام فيه
(252) عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم وما استكمل شهرًا قط إلا رمضان وما رأيته في
__________
يدل على فضل الإكثار من الصوم في الأشهر الحرم وهو منها قطعًا (قال الشوكاني) وقد ورد ما يدل على مشروعية صومه على العموم والخصوص. أما العموم فالأحاديث الواردة في الترغيب في صوم الأشهر الحرم. وهو منها بالإجماع، وكذلك الأحاديث الواردة في مشروعية مطلق الصوم. قال وأما على الخصوص (فذكر بعض ما أوردنا من الأحاديث الخاصة بفضله وفضل صيامه في الزوائد، ثم قال) وأخرج ابن أبي شيبة من حديث زيد بن أسلم، قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم رجب، فقال أين أنتم عن شعبان (وأخرج عن ابن عمر) ما يدل على أنه كان يكره صوم رجب، قال ولا يخفاك أن الخصوصيات إذا لم تنتهض للدلالة على استحباب صومه انتهضت العموميات، ولم يرد ما يدل على الكراهة حتى يكون مخصصًا لها، وأما حديث ابن عباس عند ابن ماجه بلفظ "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام رجب" ففيه ضعيفان زيد بن عبد الحميد وداود بن عطاء اهـ (قلت) اتفق العلماء على استحباب الصيام في رجب كغيره من الأشهر الحرم، أما ما ورد من الأحاديث في فضل الصيام في رجب بخصوصه فكلها ضعيفة لا تقوم بها حجة وإنما أوردتها في الزوائد للتنبيه عليها لئلا يغتر بها الناس. فقد جاءت في كتب غير محررة، ولذلك لا تجد حديثًا منها في المسند ولا في الكتب الستة. وقد نقلت ما قاله العلماء فيها، وحكي ابن السبكي عن محمد بن منصور السمعاني أنه قال. لم يرد في استحباب صوم رجب على الخصوص سنة ثابتة، والأحاديث التي تروى فيه واهية لا يفرح بها عالم اهـ والله أعلم.
(252) عن عائشة رضي الله عنها (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسحاق بن عيسي ثنا مالك عن أبي النضر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة- الحديث" (غريبه) (1) تقدم شرح هذه الجملة في شرح الحديث الأول من الباب السابق (2) إنما لم يستكمل شهرًا غير رمضان لئلا يظن وجوبه