كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)

بلال للصلاة فقال أفعلت، قال نعم. قال يا بلال إنك لتؤذن إذا كان الصبح ساطعاً في السماء وليس ذلك الصبح (1) إنما الصبح هكذا معترضاً، ثم دعا بسحور فتسحر (2)
(85) عن زرّ بن حبيش قال تسحرت ثم انطلقت إلى المسجد فمررت بمنزل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فدخلت عليه فأمر بلقحةٍ (3) فحُلبت وبقدرلا فسُخنت ثم قال، ادنُ فكل. فقلت إني أريد الصوم، فقال وأنا أريد الصوم فأكلنا وشربنا ثم أتينا المسجد فأقيمت الصلاة ثم قال حذيفة هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم (وفي رواية) هكذا صنعت مع النبي صلى الله عليه وسلم وصنع بي
__________
الليلية قبل الدخول فيها فقبل أن يصلى بصلاته فلا عذر له (1) المعنى يقول النبي صلى الله عليه وسلم لبلال إن أذانك في هذا الوقت الذي يكون فيه الصبح ساطعاً أي مضيئاً أبيض مستطيلا مرتفعاً في السماء لا يدل على أن هذا هو الصبح الذي يحرم به الأكل على الصائم وتحل به الصلاة، إنما الصبح الذي تتعلق به هذه الأحكام هو ما كان معترضاً في الأفق منتشراً، ويؤيد ذلك ما رواه مسلم والامام أحمد وسيأتي من حديث سمرة بلفظ (لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال ولا الفجر المستطيل، ولكن الفجر المستطير في الأفق (وفي لفظ) لا يغرنكم نداء بلال وهذا البياض حتى ينفجر الفجر، أو يطلع الفجر (وما رواه ابن أبي شيبة) عن ثوبان مرفوعا (الفجر فجران فأما الذي كأنه ذنب السرحان (أي الذئب) فإنه لا يحل شيئاً ولا يحرمه، ولكن المستطير) أي هو الذي يحرم الطعام ويحل الصلاة (2) فيه استحباب تأخير السحور لأنه ليس بين الفجر الكاذب والفجر الصادق إلا زمن يسير كما سيأتي بيانه والله أعلم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد، وفي اسناده رشدين بن سعد فيه كلام
(85) عن زر بن حبيش (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش ـ الحديث (غريبه) (3) اللقحة بالكسر والفتح الناقة القريبة العهد بالنتاج والجمع لقح كعنب وقد لقحت لقحا ولقاحا وناقة لَقوح إذا كانت غزيرة اللبن وناقة لاقح إذا كانت حاملاً ونوق لواقح واللقاح ذوات الألبان: الواحدة لقوح (نه) وقوله وبقدر فسخنت يعني وأمر باستحضار إناء فسخن فيه

الصفحة 20